إذا كنت مثل أكثر الناس، فلعلك تظن أن مشكلات القلب أمرٌ بعيدٌ عنك. لكنَّ الأمراضَ القلبية هي القاتل الأول للبشر. كما أنها سببٌ رئيسي من أسباب الإعاقة. هناك أنواعٌ كثيرةٌ من الأمراض القلبية. لكن السبب الأكثر شيوعاً لأمراض القلب هو تَضيُّق أو انسداد الشرايين التاجيَّة. وهي الأوعية الدموية التي تزوِّد القلب نفسه بالدم. تدعى هذه الحالة باسم داء الشَّرايين التاجيَّة. وهي تحدث ببطءٍ خلال فترةٍ من الزمن. لكنها السبب الرئيسي لحدوث النوبات القلبية. هناك أنواعٌ أخرى من الأمراض القلبية التي يمكن أن تصيب صمامات القلب. كما يمكن أيضاً أن يعجز القلب عن ضخ الدم بشكلٍ جيد مما يؤدي إلى الفشل القلبي. كما أن هناك أشخاصاً يولدون مصابين بمشكلاتٍ قلبية أيضاً. إن الإنسان قادرٌ على تقليل خطر إصابته بالأمراض القلبية من خلال القيام ببعض الخطوات من أجل التحكم بالعوامل التي تجعله معرَّضاً للخطر:
• ضبط ضغط الدم.
• تخفيض الكولستيرول.
• عدم التدخين.
مقدِّمة
القلبُ هو العضلة الأكثر الأهمية في الجسم. وهو يقوم بضخ الدم على نحوٍ مستمر إلى مختلف أنحاء الجسم من أجل تزويد الأنسجة والأعضاء بالمواد المغذية اللازمة لها. وهناك أمراضٌ كثيرة يمكن أن تصيب القلب. تعتمد معالجةُ أمراض القلب على سبب المرض. وقد تشتمل المعالجة على الجراحة أو تناول الأدوية. كما قد تكون هناك حاجةٌ إلى استخدام طرقٍ أخرى في المعالجة أيضاً. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم أمراض القلب. وهو يتناول أمراض القلب الشائعة وخيارات معالجتها. كما يوضح كيفية التقليل من خطر التعرُّض لأمراض القلب.
القلب
يشرح هذا القسمُ كيفيةَ عمل القلب. وهو يساعد على فهم الأمراض القلبية الأكثر شيوعاً. يتألَّف القلب من جانبين: الجانب الأيمن والجانب الأيسر. يحتوي كلُّ جانبٍ من جانبي القلب على حُجرتين اثنتين: الأُذَين والبُطَين. هكذا يجري الدم في الجسم.
- بعد أن يقوم الجسم باستخدام الأكسجين الموجود في الدم، يدخل هذا الدم إلى القلب عبر الأُذَين الأيمن.
- يتقلّص الأُذَين الأيمن، فيضخ الدم إلى البُطَين الأيمن عبر الصِّمام ثلاثي الشُّرَف.
- يتقلص البُطَين الأيمن، فيضخ الدم إلى الرئتين مروراً بالصِّمام الرئوي.
- وفي الرئتين، يجري تزويد الدم بالأكسجين الذي نتنفسه.
- ومن الرئتين، يعود الدم الغني بالأكسجين إلى الأُذين الأيسر.
- يتقلص الأُذين الأيسر فيضخ الدم إلى البُطَين الأيسر عبر الصِّمام المِترالي.
- يتقلص البُطَين الأيسر فيضخ الدم إلى الجسم كله عبر أكبر الشرايين في الجسم، وهو الشريان الأبهر، وذلك بعد مروره بالصِّمام الأبهري.
- ومن الجزء الأول من الشِّريان الأبهر، تتفرَّع شرايين تذهب إلى القلب من أجل تزويده بالأكسجين والمواد المغذية اللازمة. تُعرف هذه الشَّرايين باسم الشَّرايين التاجيَّة. إن أمراض الشَّرايين التاجيَّة تقتل أكثر من سبعة ملايين إنسان في العالم كل سنة.
- إن أعضاء الجسم و أنسجته تأخذ الأكسجين من الدم.
- وأخيراً، يعود الدم إلى الأُذَين الأيمن. وتتكرر الدورة نفسها من جديد.
الأعراض
تعتمد أعراضُ أمراض القلب على أسبابها. هناك أشخاصٌ لا تظهر عليهم أيَّة أعراض في المرحلة المبكرة من المرض. لكن هناك أعراضاً عامة شائعة يمكن الإشارة إليها هنا. إن العلامات والأعراض الشائعة للأمراض القلبية هي:
- الألم الصَّدري، وخاصةً بعد الجهد البدني أو بعد وجبةٍ ثقيلة.
- التَّعب الشديد.
- قِصَر النَّفَس وصعوبة التَّنفس، وخاصةً خلال النَّشاط البدني.
- انتفاخٌ في الكاحلين والقدمين والساقين والبطن.
- انتفاخ الأوردة في الرقبة.
- الدَّوخة، أو الشعور بخفة الرأس، أو الإغماء أثناء القيام بجهد بدني.
- النَّفخَة القلبية.
- عدم انتظام ضربات القلب.
أمراض الشِّريان التّاجي
إن أمراض الشِّريان التَّاجي (CAD) هي النوع الأكثر شيوعاً من الأمراض التي تصيب القلب. وهي تحدث عندما تصبح الشَّرايين التي تزود عضلة القلب بالدم صلبةً ضيقة. وهذا بسبب "التَّصَلُّب العَصيدي". يحدث التَّصلُّب العصيدي عندما تنشأ لُوَيحاتٌ داخل الشَّرايين. وتتألف هذه اللُّويحات من مادةٍ شمعية. وهي مكونةٌ من الدهون والكوليسترول. كما تدخل في تركيبها أيضاً مواد أخرى موجودة في الدم. تنمو اللُّويحةُ خلال سنواتٍ كثيرة. وهي تؤدي إلى تقليل كمية الدم المارة عبر الشَّرايين. ونتيجة ذلك، فإن عضلة القلب لا تستطيع الحصول على كفايتها من الدم أو الأكسجين. وهذا ما يمكن أن يؤدي إلى ألمٍ صدري يُعرف باسم "الذَّبحة"، أو إلى نوبةٍ قلبية. يمكن أن تتشكل جلطات دموية في الشَّرايين فتسدها. تحدث معظمُ النوبات القلبية عندما تؤدي جلطةٌ دموية إلى انقطاع تزويد القلب بالدم. وهذا ما يسبب ضرراً دائماً للقلب. من الممكن أن تؤدي أمراض الشَّرايين التَّاجيَّة إلى إضعاف عضلة القلب مع مرور الزمن. وهذا ما يمكن أن يسبب فشلاً قلبياً واضطراب النَّظم. من الممكن أن يؤدي فشل القلب إلى مشكلاتٍ كثيرة. وقد يؤدي إلى زيادة السوائل في الجسم وإلى زيادة الوزن. كما يمكن أيضاً أن يؤدي إلى قِصَر النَّفَس. ومن الممكن أن توضع خطةٌ علاجية تساعد على التعامل السليم مع حالة الفشل القلبي وفي إطالة حياة المريض. هناك حالاتٌ غير مؤذية من اضطراب النّظم. لكن هناك حالات يمكن أن تكون خطيرةً على حياة المريض. وقد تكون في حاجةٍ إلى معالجة. غالباً ما تشتمل معالجة أمراض الشِّريان التَّاجي على إدخال تغييرات في نمط حياة المريض. ومن الأمثلة على ذلك الالتزام بنظام غذائي صحي وبممارسة التمارين الرياضية المنتظمة. وقد تشتمل المعالجة أيضاً على تناول الأدوية، وذلك من أجل:- تخفيض مستوى الكولستيرول وتخفيض ضغط الدم.
- منع تشكُّل جلطات دموية.
- تقليل العبء الواقع على القلب وتخفيف الأعراض.
- معالجة مرض السكَّري.
أمراض الصمامات القلبية
تحدث أمراض الصِّمامات القلبية عندما يكفُّ أحد الصِّمامات الأربعة في القلب أو أكثر عن العمل على نحوٍ سليم. إن صمامات القلب مسؤولةٌ عن ضمان جريان الدم في الاتجاه الصحيح. وعندما لا تقوم هذه الصِّمامات بعملها على نحوٍ سليم، فإن من الممكن أن يؤدي ذلك إلى مشكلاتٍ خطيرة. قد تؤدي أمراض الصِّمامات القلبية إلى تسرُّب الدم رجوعاً عبر الصِّمام. وهذا ما يعني أنَّ الدم يسير في اتجاهٍ خاطئ. عندما يحدث هذا فهو يدعى باسم "القَلَس". إذا لم ينفتح الصِّمامُ بالمقدار الكافي، فمن الممكن أن يعرقل جريان الدم. وهذا ما يدعى باسم "التَّضيُّق". وقد ينتج هذا عن ازدياد سماكة الصِّمام أو تصلُّبه أو التصاقه. في بعض الأحيان، يفتقر الصِّمام إلى فتحةٍ من أجل مرور الدم. وهذا ما يدعى باسم "الرَّتَق". يعدُّ تدلِّي الصِّمام المترالي واحداً من أكثر أمراض الصِّمامات شيوعاً. وهو يحدث عندما تكون حواف الصِّمام "مُترهِّلة". يؤدي هذا إلى عدم إغلاق الصِّمام على نحوٍ مُحكم. وقد يؤدي هذا إلى حدوث القَلَس، لكنه لا يحتاج إلى معالجةٍ في معظم الأحيان. يمكن أحياناً أن تكون أمراض الصِّمامات موجودةً عند الإنسان منذ الولادة. وهذا ما يدعى باسم أمراض الصِّمامات القلبية الخِلقِيّة. لكن هناك حالاتٌ أخرى تحدث فيها أمراض الصِّمامات بسبب ما يلي:- النَّوبات القلبية.
- مرض القلب أو إصابته بضرر.
- العدوى.
اعتِلال عَضَلة القلب
اعتلال عضلة القلب كلمةٌ تُستخدم للإشارة إلى الأمراض التي تصيب العضلة القلبية. ومن الممكن أن تؤدي هذه الأمراض إلى تَضَخُّم عضلة القلب. كما يمكن أن تجعلها أكثر سماكةً وأكثر صلابةً من المقدار الطبيعي. وفي بعض الحالات النادرة، يَحلُّ نسيجٌ مُتليِّفٌ محل نسيج العضلة القلبية. إن بعض الأشخاص المصابين باعتلال عضلة القلب يعيشون حياةً مديدة معافاة. لكن هناك مرضى يتعرَّضون إلى مشكلاتٍ صحيةٍ خطيرة. إن اعتلال عضلة القلب يؤدي إلى صعوبة قيام القلب بضخ الكمية الكافية من الدم إلى بقية أنحاء الجسم. قد يؤدِّي اعتلال عضلة القلب إلى فشلٍ قلبي. كما أنه يمكن أن يؤدي إلى اضطراب النّظم أيضاً. قد يكون اعتلال العضلة القلبية ناتجاً عن نوباتٍ قلبيةٍ أو عن ارتفاع ضغط الدم. وهناك أنواعٌ من العدوى التي يمكن أن تسبب أمراضاً لعضلة القلب. هذا بالإضافة إلى أنَّ هناك بعض أنواع اعتلال عضلة القلب التي يمكن أن تكون وراثيةً. لكنَّ السبب يظل مجهولاً لدى كثيرٍ من المرضى. قد تشتمل المعالجةُ على إدخال تغييرات على نمط حياة المريض، كالتقيد بالتمارين الرياضية وبنظامٍ غذائيٍّ سليم. كما يمكن أن تشتمل على تناول الأدوية، أو على الجراحة أيضاً، وفي بعض الحالات، يمكن أن تتوفَّر إجراءات خاصة تسمح بمعالجة اعتلال عضلة القلب. هناك أدويةٌ كثيرة يمكن أن تساعد في معالجة عضلة القلب. وقد تُستخدم هذه الأدوية من أجل:- تخفيض ضغط الدم.
- الوقاية من ضربات القلب غير المنتظمة.
- إبطاء معدَّل ضربات القلب.
تقليل المَخاطر
عامل الخطورة هو شيءٌ يؤدي إلى زيادة احتمال إصابة الإنسان بالمرض. وعوامل الخطورة الرئيسية فيما يخص أمراض القلب هي:- السُّكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- قلة النشاط الجسدي.
- السِّمنة.
- التَّدخين.
- الشِّدة النفسية.
- وجود مستويات كولستيرول غير صحية.
- تناول الأطعمة الفقيرة بالكولستيرول.
- زيادة كمية اللحوم البيضاء ولحوم الأسماك بدلاً من اللحوم الحمراء والقواقع البحرية.
- تناول الكثير من الخضار والفاكهة.
الخلاصة
القلبُ هو أكثر العضلات أهميةً في الجسم. وهو يقوم دائماً بضخ الدم إلى مختلف أنحاء الجسم من أجل تزويد الأعضاء و الأنسجة بالمواد المغذية اللازمة. وهناك أمراضٌ كثيرة يمكن أن تصيب عضلة القلب. ومن الأمراض القلبية الشائعة:
- أمراض الشَّرايين التَّاجيَّة.
- أمراض الصِّمامات القلبية.
- اعتلال عضلة القلب.
- الالتزام بنظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ متوازن.
- ممارسة التمارين الرياضية على نحوٍ منتظم.
- المحافظة على وزنٍ سليم.
- معالجة أي أمراض أخرى يمكن أن تؤدي إلى الأمراض القلبية، وذلك من قبيل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
من فضلك اكتب تعليقا مناسبا