بحث

مدونة الدكتور حمدى زكريا الطبية

اللحمية عند الاطفال

لحمية خلف الانف عند الاطفال

استئصالُ اللحمية خلف الانف adenoidectomy هو عملية جراحية بسيطة تهدف إلى إزالة اللحمية خلف الانف adenoids والتي هي نسيجٌ لحمي متورِّم أو كتل صغيرة تظهر في مؤخَّرة الأنف، إلى الخلف من الحنك.

ما هي اللحمية خلف الانف ؟

تُعدُّ اللحمية خلف الانف جُزءاً من الجهاز المناعي المسؤول عن مواجهة أشكال العدوى المختلفة، ووقاية الجسم من البكتريا (الجراثيم) والفيروسات.
توجد  لدى الأطفال فقط، حيث تبدأ بالنموِّ اعتباراً من الولادة، وتصل إلى حجمها الأعظمي عندما يبلغ الطفل عمر 3 إلى 5 سنوات. ومع بلوغ الطفل عمر 7 إلى 8 سنوات، تبدأ اللحمية خلف الانف بالتقلص والانكماش، إلى أن تتلاشى تقريباً مع نهاية سن المراهقة، وتختفي بشكل كلِّي مع دخول الطفل بعمر 18 سنة. ويعود سببُ اختفائها التدريجي إلى أنها ليست جزءاً أساسياً من الجهاز المناعي للجسم، على الرغم من دورها المناعي في بداية حياة الطفل.
من الجدير ذكره أنَّه من غير الممكن رؤية اللحمية خلف الانف بشكلٍ مباشر من خلال النظر إلى فم الطفل.

متى يتطلب الأمر استئصال اللحمية خلف الانف ؟

قد يكون من الضروري استئصالُ اللحمية خلف الانف إذا تورمت أو ازداد حجمُها عن الحدود الطبيعية، وهو ما يؤدِّي إلى إعاقة تنفُّس الطفل من أنفه، وغالباً ما ينجم ذلك عن:
الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية (التهاب اللحمية خلف الانف)، فعلى الرغم من أنَّ الالتهابَ يشفى في نهاية الأمر، إلاَّ أنَّ اللحمية خلف الانف تبقى متورمة.
الحساسية، يمكن للمواد المُثيرة للحساسية (المستأرِجات allergens) أن تسبِّب تهيج اللحمية خلف الانف وتورّمها.
كما قد يلجأ الطبيب إلى استئصال اللحمية خلف الانف بهدف علاج العدوى المتكررة في الأذن، أو علاج الأذن الصمغية glue ear.

ما هي عملية استئصال اللحمية خلف الانف ؟

هي عمليةٌ جراحية سريعة لا تستغرق أكثر من 30 دقيقة تهدف إلى إزالة اللحمية خلف الانف ، ويقوم بإجرائها اختصاصي جراحة الأنف والأذن والحنجرة في المستشفى.
يستطيع الأطفالُ في معظم الحالات العودةَ إلى منازلهم في نفس يوم العملية، وذلك بعدَ زوال آثار التخدير.

ما هي مخاطر إجراء عملية استئصال اللحمية خلف الانف ؟

تعدُّ المضاعفاتُ اللاحقة لعملية استئصال اللحمية خلف الانف محدودةً للغاية؛ فاستئصالُ اللحمية خلف الانف لا يُقلل من مناعة الطفل، ولا يزيد من خطر إصابته بالعدوى، إذ يمكن للجهاز المناعي أن يكافحَ الجراثيم والفيروسات وحده دون الحاجة إلى هذه اللحمية خلف الانف.
أمَّا بالنسبة للعملية الجراحية بحد ذاتها، فهي تنطوي على خطر بسيط للمضاعفات والمخاطر، شأنها في ذلك شأن باقي العمليات الجراحية. ونذكر من هذه المضاعفات: العدوى الثانوية والنزف وخروج مفرزات أنفية وردَّة الفعل التحسُّسية تجاه المادة المخدِّرة.
كما قد تؤدي العمليةُ إلى إصابة الطفل بمشاكل صحِّية مؤقتة، مثل التهاب الحلق أو ألم الأذن أو انسداد الأنف لبضعة أسابيع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من فضلك اكتب تعليقا مناسبا