ألمُ الرقبة
أسباب ألم الرَّقبة وتَيبُّسها
•انفتال أو انعقال الرقبة
قد يستيقظ الشخصُ صباح أحد الأيَّام ليجدَ أنَّ رقبتَه مفتولةٌ إلى إحدى الجهات ومُتصلِّبةٌ في تلك الوضعيَّة. تُعرَف هذه الحالة بالصَّعر الحاد Acute torticollis وهي تنجم عن إصابة في عضلات العنق.
لا يُعرَفُ بعدُ السببُ الدقيق للإصابة بالصَّعَر الحاد، ولكنَّه قد يكون ناجماً عن وضعيَّة سيِّئة للرقبة، أو النَّوم دون دعم الرقبة بشكلٍ كافٍ، أو حمل شيءٍ ثقيلٍ بشكلٍ غير متوازن (مثلاً، حمل حقيبة ثقيلة بذراعٍ واحدة).
قد يستغرق التحسُّن ما بين 24-48 ساعة، أو أسبوعاً كحدٍ أقصى.
•تنكُّسُ الرَّقبة
قد ينجم ألم الرقبة أحياناً عن "التنكُّس" الذي يُصيبُ عظامَ الرقبة ومفاصلها. وهذا نوعٌ من التهاب المفاصل يُسمَّى داء الفقار الرَّقبيّ Cervical spondylosis.
يحدث داءُ الفقار الرَّقبيّ بشكلٍ طبيعيٍّ مع التَّقدُّم بالعمر. ولا يؤدِّي إلى ظهور أعراضٍ دائماً، إلاَّ أنَّ التغيُّرات العظمية عند بعض الأشخاص قد تؤدِّي إلى تيبُّس الرَّقبة.
يمكن أن تنضغطَ الأعصابُ المجاورة أيضاً، ممَّا يؤدِّي إلى الشعور بألمٍ ينتشر من الذراعين كوخز الدبابيس مع تنميلٍ في اليدين والسَّاقين.
ولكن، تتحسَّن معظمُ الحالات مع استعمال العلاج خلال عدَّة أسابيع.
•المصع
المَصعُ Whiplash هو إصابةٌ في الرقبة تنجمُ عن حركةٍ مفاجئة للرأس إلى الأمام أو الخلف أو الجانبين.
يحدث المصعُ غالباً بعدَ اصطدامٍ مفاجئٍ، كما في الحوادث المرورية، حيث تؤدِّي الحركةُ العنيفة للرأس إلى حدوث تمدُّدٍ مفرطٍ وتضرُّرِ في أوتار الرَّقبة وأربطتها.
قد يُسبِّبَ المصعُ ألماً في عضلات الرقبة وتيبُّساً فيها، ممَّا يحدُّ من القدرة على تحريكها، بالإضافة إلى الصداع.
•انقراص العصب
يُعرف الألمُ الرَّقبي الناجم عن انضغاط أحد الأعصاب فيها باعتلال الجذور الرَّقبيَّة Cervical radiculopathy. وينجم عن تمزُّق في أحد الأقراص المفصلية الفاصلة بين العظام في أعلى العمود الفقري عادةً، مما يؤدِّي إلى خروج الهلام الموجود داخله باتجاه أحد الأعصاب المجاورة.
من الشائع إصابةُ كبار السن بهذه الحالة، لأنَّ أقراصَ العمود الفقري تبدأ بفقدان الماء الذي تحتوي عليه مع التَّقدُّم بالعمر، ممَّا يجعلها أقلّ ليونةً، ويزيد من احتمال حدوث تمزُّق فيها.
يمكن السيطرةُ على الألم أحياناً باستعمال مُسكِّنات الألم وباتِّباع الإرشادات الصحية، كما قد يوصَى بإجراء الجراحة في بعض الحالات.
•أسبابٌ أكثر خطورة
قد يكون السببُ الكامن وراء ألم الرقبة خطيراً إذا كان الألمُ مستمرَّاً، ويزداد سوءاً شيئاً فشيئاً، أو إذا ظهرت أعراضٌ إضافيَّةٌ أخرى، مثل:
•تراجع قدرات التناسُق الحركي، وزيادة صعوبة أداء المهام لدى المريض.
•مشاكل في المشي.
•فقدان القدرة على التَّحكُّم بالمثانة أو بالأمعاء.
•ارتفاع الحرارة (الحمَّى).
•نقص الوزن مجهول السبب.
قد يكون السببُ الرئيسي الأكثر احتمالاً للشعور بألم الرقبة هو تلقَّى الشخص إصابةً شديدةً في وقتٍ قريب، مثل وجود الشخص في سيَّارةٍ تعرَّضت لحادث سيَّارة أو تعرُّض الشخص لحادثة سقوط، أو إصابته فيما مضى بالسرطان أو بحالاتٍ صحيَّة تُضعِف جهازه المناعي، مثل الإصابة بالإيدز. وللك، ينبغي مراجعةُ الطبيب عندما يُقلقه هذا الألم.
ارشادات لتخفيف ألم الرقبة في المنزل
إنَّ إرشادات تدبير ألم الرقبة هي ذاتها لمعظم الأعراض الموصوفة آنفاً، وتتلخَّص فيما يلي: الاستمرار في ممارسة المهام اليومية الاعتياديَّة، والمحافظة على مستوى جيِّد من النشاط الجسدي، وتناول مسكِّنات الألم لتهدئة الأعراض.
كما يمكن للمريض اللجوءُ إلى الخطوات التالية لتدبير الألم:
•تناول جرعات منتظمة من الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، أو مشاركة من الدَّواءين، للسيطرة على الألم؛ ويمكن تدليكُ الرقبة باستعمال هلام الإيبوبروفين كبديلٍ عن الأقراص.
•تطبيق كمادات ساخنة على العنق، حيث قد يساعد ذلك على تخفيف الألم والتشنُّجات العضليَّة، وقد يشعر البعضُ براحة أكبر عندَ تطبيق الكمادات الباردة.
•النَّوم على وسادة متينة قليلة الارتفاع ليلاً، حيث إنَّ استعمالَ عددٍ كبيرٍ من الوسائد قد يُسبِّب انحناءَ العنق بصورة غير طبيعية.
•التأكُّد من عدم اتِّخاذ وضعيات سيِّئة، حيث تُفاقم الوضعيَّاتُ السيِّئة من شدَّة الألم، وقد تكون السببَ الأوَّل في حدوثه.
•تجنُّب ارتداء الطوق الرقبي، فليس هناك ما يثبت بأنَّ ارتداءَ الطوق الرَّقبي يكون مُفيداً في شفائها، ومن الأفضل عموماً الحفاظُ على حركة الرقبة وعدم تقييدها.
•تجنُّب قيادة المركبات عندَ وجود صعوبة في تدوير الرأس؛ فمن شأن ذلك أن يمنعَ السائق من الالتفات يميناً أو يساراً ومشاهدة حركة السير كما ينبغي.
•القيام ببعض التمارين الرياضيَّة للرقبة إذا كانت مُتيبِّسة، وذلك من خلال إمالة الرأس نحو الأعلى والأسفل ومن جهةٍ إلى أخرى، فمن شأن هذه التمارين الرياضيَّة أن تساعدَ على تقوية عضلات الرقبة وتحسين مجال حركتها.
متى ينبغي مراجعة الطبيب
ينبغي على المريض مراجعة الطبيب في حال لم يتحسّن ألمُ رقبته من تلقاء نفسه في غضون بضعة أيَّام أو أسابيع، أو في حال لم تُفلح المسكِّناتُ في السيطرة على الألم، أو في حال ساورت المريضُ الشكوكَ حول وجود سبب أكثر خطورة للألم.
سوف يقوم الطبيبُ بفحص رقبة المريض وطرح بعض الأسئلة عليه، لعلّ إجاباته تساعده على تشخيص إحدى الحالات المرضية الكامنة. كما قد يقوم أيضاً بوصف مسكِّنات أكثر قوَّة، مثل كوديين codeine، وذلك بالاشتراك مع مسكِّنات مُعتادة تُعطى من دون وصفةٍ طبِّية.
ويمكن أن يقومَ الطبيبُ بتحويل المريض إلى المُعالِج الفيزيائي إذا استمرَّ ألم أو تيبُّس الرقبة لمدَّة شهرٍ أو أكثر.
الوقاية من ألم العنق
قد تكون الإرشاداتُ التَّالية مفيدةً في تجنُّب حدوث ألم العنق:
•الحرص على الجلوس أو الوقوف بوضعيَّةٍ جيِّدة.
•الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة بعدَ الجلوس لفترة طويلة، أو قيادة المركبات، أو أيِّ نشاطٍ تبقى فيه الرَّقبةُ ثابتةً في نفس الوضعيَّة لفترة زمنيَّة طويلة.
•اتباع طرائق الاسترخاء عند الشعور بالإرهاق، وذلك للمساعدة على تخفيف التَّوتُّر في الرقبة.
•تجنُّب النَّوم على البطن، والحرص على أن يكونَ الرَّأسُ على امتداد الجسم خلال النَّوم (عدم الميل إلى إحدى الجهات) عندَ النَّوم على الجانب.
•استعمال وسادة (أو أكثر) بارتفاع مناسب للحفاظ على استقامة مستوى الرأس مع الجسم.
•النَّوم على فراشٍ متين نسبيَّاً؛ فالفراشُ الطريُّ قد يؤدِّي إلى انحناء الرَّقبة في أثناء النوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
من فضلك اكتب تعليقا مناسبا