بحث

مدونة الدكتور حمدى زكريا الطبية

الربو

الرَّبوُ asthma هُو مشكلةٌ صحيَّة شائِعة طويلة الأمد أو مزمنة، يُمكن أن تُسبِّبَ السُّعالَوالأزيز التنفُّسيّ wheezing وضِيق الصَّدر وعُسر التنفُّس breathlessness.

تختلِفُ شدَّةُ الأعراض من شخصٍ إلى آخر، ولكن يُمكن تدبيرُ الحالة بشكلٍ جيِّد عند مُعظم النَّاس وفي أغلب الأوقات، رغم أنَّ البعضَ قد يُعانون من مشاكل مُستمرَّة.
يُمكن أن تتفاقمَ أعراضُ الرَّبو بشكلٍ تدرِيجيٍّ أو مُفاجئ في بعض الأحيان، وهُو ما يُعرَف بنوبة الرَّبو asthma attack، وقد تحتاج النَّوباتُ الشديدة إلى العلاج في المُستشفَى. ويُمكن أن تُشكِّل خطراً على حياة الشخص، رغم أنَّه من النَّادِر حدُوث ذلك.


ما هي أسباب الرَّبو؟
يحدُث الرَّبوُ بسبب التِهاب في القصبات الهوائِيَّة bronchi، وهي أنابيبُ صغيرةٌ تحمِلُ الهواءَ إلى داخل وخارج الرِّئتين؛ وعندما يُصاب الشخصُ بالرَّبو، تلتهِب القصباتُ الهوائيَّة وتُصبِح حساسةً أكثر من المُعتاد.
إذا تعرَّض الشخصُ إلى مواد تُهيِّج الرِّئتين، أو كما تُسمَّى مُحرِّضات الرَّبو triggers، تتضيَّق مجاري الهواء، وتُصبِحُ العضلات حولها مشدودةً، ويزداد إنتاج البلغم phlegm.

تنطوي المُحرِّضاتُ الشائِعة للرَّبُو على:
عثّ الغبار المنزليّ house dust mites.
فراء الحيوانات الأليفة.
غُبار الطلع.
دُخان السجائر.
الجهد.
حالات العدوى الفيروسيَّة.
كما يُمكن أن يُؤدِّي استنشاقُ مواد كيميائيَّة مُعيَّنة، أو مواد مُثيرة للحساسيَّة، إلى تحريض نوبات الرَّبو أيضاً.
لا يُوجد تفسيرٌ واضح للسبب الذي يجعل بعضَ الناس عرضةً للإصابة بالرَّبو، بالرغم من أنَّ وُجودَ تاريخ مرضي لهذه الحالة ضمن العائلة يجعل الشخصَ أكثرَ ميلاً للإصابة؛ ومن المعروف أن الرَّبوَ يُصيب الشخص في أي عُمر، سواءٌ أكان طفلاً أم بالغاً مُتقدِّماً في السنّ.

من يُصاب بالرَّبو؟
تصل نسبةُ الإصابة بالرَّبو عند البالغين إلى حوالي شخصٍ واحدٍ لكل 12 شخصاً، وإلى حوالي طفلٍ واحِدٍ لكل 11 طفلاً. ومن المعروف أنَّ الرَّبوَ عند البالغين أكثر شيُوعاً بين النِّساء بالمُقارنة مع الرِّجال.

كيف يُعالَج الرَّبو
لا يُوجد شفاءٌ للرَّبو، ولكن هناك عدَّة طُرق للمُعالجة يُمكن أن تُساعِدَ على ضبط الحالة، وتهدِفُ هذه الطُرق إلى شيئينِ مُهِمَّين، هُما:
تخفيف الأعراض.
الوِقاية من الأعراض والنوبات في المُستقبل.
تشتمل طُرقُ المُعالجة بالنسبة إلى مُعظم المرضى على استِخدام الأدوية، وتحديداً من خلال أجهزة الاستنشاق inhalers؛ ولكن يبقى من المهمّ التعرُّفُ إلى مُحرِّضات الرَّبو وتجنُّبها قدرَ الإمكان.

ماذا بعد
يُعدُّ الرَّبو حالةً طويلة الأمد بالنسبة إلى العديد من النَّاس، خصوصاً إذا حدثت الإصابةُ لأوَّل مرَّة في سنّ ما البُلوغ.
يُمكن ضبطُ أعراض الرَّبو ومُعالجتها عادةً، ولكن قد يتعرَّض بعضُ مرضى الرَّبو المُزمِن إلى تضيُّق دائِمٍ في مجاري الهواء، وإلى مشاكل مُستمرَّة أكثر من غيرهم من بقيَّة المرضى.
بالنسبة إلى الأطفال الذين تُشخَّص إصابتُهم بالرَّبو، قد تختفي الحالةُ أو تتحسَّن في أثناء سنوات المُراهَقة، ولكن يُمكن أن تعُودَ الحالة في مراحِل لاحِقة من الحياة، خصوصاً عند الذين يكون الرَّبو لديهم مُتوسِّطاً أو شديداً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من فضلك اكتب تعليقا مناسبا