بحث

مدونة الدكتور حمدى زكريا الطبية

مرض العصب الخامس

العصب الخامس
مرض العصب الخامس

بالإنجليزية: (Trigeminal nerve) هو أحد الأعصاب القحفية الإثني عشر، يحمل أليافاً حسيّة وحركية، وله ثلاثة تفرّعات؛ عينيّ، فكّي علويّ، وفكّي سفليّ. أما عن التفرّع العينيّ فهو يغذّي جلد الجفن العلويّ وجانب الأنف، بالإضافة إلى الجبهة والجزء الأماميّ من فروة الرأس وهو المسؤول عن الإحساس في هذه المناطق، أما عن تفرّع الفك العلويّ فيحمل النبضات الحسيّة من الغشاء المخاطي الأنفيّ وجلد الخد وجزء من الجبهة بالإضافة إلى الشفاه والأسنان العلوية، وجزء الفك السفليّ فيحمل النبضات الحسيّة من جانبيّ الرأس و الذقن والغشاء المخاطي للفم، الأسنان السفليّة، والثلثين الأماميين للسان. أما بالنسبة للألياف الحركية؛ فهي جزء من تفرّع الفك السفليّ ومسؤولة عن حركة العضلات المسؤولة عن عملية المضغ

مرض العصب الخامس

بالإنجليزية: (Trigeminal Neuralgia) وهو ألم يحدث نتيجة تهيّج العصب الخامس أو تلفه ويمتاز بكون الألم يحدث على شكل هجمات قصيرة من نوبات الألم الشديد جداً في مسار العصب في الوجه وجبهة الرأس من الجهة المصابة، وتكون طبيعة الألم وكأنها طعنات وشعور بالحرقة أو كأنها صعقة كهربائية، وغالباً ما يحدث عند كبار السنّ الذين تجاوزوا الخمسين من العمر ويصيب النساء بشكل أكبر من الرجال وغالباً ما يكون في جهة واحدة من الوجه لكن يمكن أن يحدث الألم في جهتي الوجه. وعند الإصابة بمرض العصب الخامس؛ يمكن للأنشطة البسيطة التي تتطلب تحريك أجزاء من الوجه كتنظيف الأسنان أو المضغ أن تحفّز نوبة شديدة من الألم

أسباب مرض العصب الخامس
 اعراض مرض العصب الخامس

هناك أسباب عديدة يمكن أن تكون السبب في حدوث مرض العصب الخامس؛ منها:
  • التقدّم في السّن.
  • الإصابة بمرض التصلّب اللويحي.
  • ورم يؤدي إلى الضغط على العصب الخامس.
  • التعرّض لضربة أو إصابة على منطقة الوجه.
  • حدوث إصابة في مسار العصب أثناء إجراء عملية في منطقة الوجه أو الرأس.
  • حدوث جلطة دماغية في موقع مؤثّر على العصب الخامس.
  • الضغط على العصب الخامس بوساطة شريان أو وريد عند حدوث تمدّد في الأوعية الدموية داخل القحف.
  • الإصابة بالهربس النطاقيّ؛وهو مرض فيروسيّ يصيب الجلد على مسار العصب المصاب.

محفّزات لحدوث نوبات الألم المرافقة لمرض العصب الخامس

من الأسئلة التي يسألها الطبيب لكل مريض عند مراجعته شاكياً من أي ألم هو عن الأشياء المحفّزة لنوبات الألم والأشياء المخفّفة لها، هنا في حالة نوبات الألم المصاحبة لمرض العصب الخامس؛ مع أنه يمكن أن تأتي نوبات الألم بدون وجود محفّز لها إلا أن هناك عدة أشياء يمكن أن يقوم المريض وتقوم بتحفيز أو بدء نوبات الألم الشديدة بعد القيام بها مع أنها تصرفّات مهمة وتلقائية لممارسة الحياة الطبيعية؛ منها:
  • لمس الوجه.
  • حلاقة الذقن أو إزالة شعر الوجه.
  • وضع المكياج.
  • المضغ أثناء تناول الطعام والشرب.
  • التّقبيل.
  • التبسّم.
  • تنظيف الأسنان بالفرشاة.
  • غسل الوجه.
  • التحدّث.
  • البلع.
  • تعرّض الوجه للنسمات الهوائية أو التكييف.
  • تحريك الرأس أوتعرّضه للرج أو الخضّ بفعل قيادة السيارة مثلاً أو المشي.

أعراض مرض العصب الخامس

تمتاز أعرض مرض العصب الخامس بأنها آلام تحدث في منطقة  الوجه وتأتي على شكل نوبات شديدة تستمر من ثوانٍ إلى دقائق متكررة تشبه بطبيعتها الصعقة الكهربائية أو الطعن تستمر لثوانٍ على طول الجزء المصاب من العصب الخامس،وعادة ما يكون في  جهة واحدة من الوجه، وغالباً ما يكون التفرّع المصاب هو تفرّع الفكّ السفليّ أو العلويّ،ويتم تحفيز نوبات الألم بفعل المحفّزات  المذكورة في الأعلى، ويمكن لهذه النوبات أن تتكرر على مدى أيام لأسابيع ثم أشهر إلى سنوات من اختفاء هذه النوبات، كما أن هذه النوبات تزداد في حدّتها وتكرار النوبات على فترات أقصر مع التقدّم في الزمن، وهذه الآلام تعتبر معطّلة للتصرفات التلقائيّة في الوجه كالتبسّم وتعطّل الشخص عن الكلام أو عن لمس وجهه في المناطق التي تحفّز الألم وتعطّله عن أداء واجباته اليومية الطبيعية كتناول الطعام والمضغ وتنظيف الأسنان أو غسل الوجه.

تشخيص مرض العصب الخامس

يتم تشخيص المرض بداية عن طريق معرفة الأعراض التي يعاني منها المريض والتاريخ المرضي للمريض بالإضافة إلى فحص المريض سريرياً وخاصة فحص العصب الخامس بفحص الوظائف التي يقوم بها في المناطق التي يغذّيها لمعرفة التفرّع المصاب  ومن الضروري عمل صورة رنين مغناطيسي لمنطقة الرأس لاستثناء وجود أورام في منطقة الدماغ أو وجود تمدد في الأوعية الدموية الدماغية أو مرض التصلّب اللويحيّ،وإذا تبيّن أن سبب  الآلام هو مرض العصب الخامس؛ يتم تحديد التفرّع المصاب في الصورة، كما يمكن أن يلجأ الطبيب إلى تصوير الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي لتحديد منطقة ضغط الأوعية الدموية على العصب الخامس.

علاج مرض العصب الخامس

في البداية؛ يجب معرفة إذا كان هناك سبب آخر لآلام الوجه كأن يكون السبب هو التصلّب اللويحي يجب متابعة علاج التصلّب اللويحي مع طبيب الأعصاب، أما ما يستخدم لعلاج آلام مرض العصب الخامس؛ فيعالج المرضى بداية باستخدام الادوية التي الهدف منها هو التخفيف من الآلام أو قطع طريق إشارات الألم إلى الدماغ،من الأدوية المستخدمة ما يلي:
  • الأدوية المضادة للتشنج: مثل كاربامازيبين (بالإنجليزية: Carbamazepine) أو فنيتويين (بالإنجليزية: Phenytoinn) أو لاموتريجين (بالإنجليزية: Lamotrigine)، ويمكن أن يزيد الطبيب الجرعة إذا لم يستجب المريض للدواء، ومن الجدير بالذكر أن للأدوية المضادة للاختلاج أعراضاً جانبية منها: الشعور بالغثيان والدوخة، ودواء الكاربامازيبين يتفاعل مع أدوية أخرى لذا إذا تم وصفه للمريض في حالة مرض العصب الخامس يجب الأخذ بالاعتبار الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض.
  • ويمكن أن يصف الطبيب مرخّي للعضلات مثل باكلوفين (بالإنجليزية: Baclofen) لوحده أو بالإضافة إلى أحد الأدوية المضادة للاختلاج مثل الكارامازيبين (بالإنجليزية: Carbamazepine).

كما يمكن علاج الآلام الناجمة عن مرض العصب الخامس عن طريق الحقن بالبوتوكس (بالإنجليزية: Botox injections)، لكن المزيد من الدراسات لا زالت قائمة لاعتماد هذا العلاج.
إذا لم تنجح هذه العلاجات الدوائية في تخفيف آلام المريض؛ يلجأ الطبيب إلى الحلّ الجراحيّ، ويكون الهدف من الجراحة هنا هو تخفيف الضغط الناجم من الأوعية الدموية على العصب الخامس، مع بقاء احتمالية رجوع الألم بعد أشهر أو سنوات من إجرائها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من فضلك اكتب تعليقا مناسبا