بحث

مدونة الدكتور حمدى زكريا الطبية

العطاء يورث سعادة أكثر من الأخذ

العطاء يورث سعادة أكثر من الأخذ

توصلت دراسة حديثة إلى أن الكرم والعطاء يورث سعادة لدى الشخص، وذلك لأن الدماغ البشري مجبول على الشعور بالرضى والحبور عند الإحسان للآخرين.
وكان مُعدّو الدراسة قد قاموا بتصوير أدمغة المشاركين في الدراسة لمراقبة نشاط مناطق الدماغ المرتبطة ببناء العلاقات الاجتماعية واتخاذ القرارات والسعادة.
وقد خلص الباحثون إلى أن العطاء، ولو القليل منه، أو مجرد الوعد بالعطاء، يثير تغيرات في الدماغ تجعل الشخص أكثر سعادة.
يقول المعد الرئيسي للدراسة فيليب توبلر، اختصاصي علوم الاقتصاد العصبي بمختبر أبحاث الأنظمة العصبية والاجتماعية بجامعة زيوريخ: "تشير نتائج دراستنا إلى أن إنفاق المزيد من الأموال على الآخرين بدلاً من إنفاقها على النفس هو أحد الطرق المؤدية للسعادة."
ويُضيف توبلر: "من شأن مساعدة الآخرين أن تزيد من التماسك الاجتماعي، وأن تعود بالفائدة على الشخص المتبرع في النهاية."
وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، تقول كيت يارو، الأستاذة بجامعة جولدن جيت الأمريكية: "إن نتائج الدراسة غير مفاجئة لنا، حيث إن طبيعة البشر تجعلهم يشعرون بالسعادة عندما يغمرون بعضهم بالألفة والعطف. إننا مجبولون على التعاطف مع بعضنا البعض. بمعنى آخر، إننا مفطورون على الشعور بالسعادة عندما نقدم المساعدة للآخرين، وإن العطاء المادي هو أحد أوجه تلك المساعدة."
اشترك في الدراسة 50 شخصاً سويسرياً، قدم لهم الباحثون حوالي 25 دولاراً أمريكياً أسبوعياً على مدار شهر كامل. وقام الباحثون بتوزيع المشاركين في مجموعتين، طلبوا من أفراد المجموعة الأولى إنفاق المبالغ المقدمة لهم على الآخرين (كشراء هدايا أو دعوتهم لتناول الطعام)، في حين طلبوا من أفراد المجموعة الثانية إنفاق المبالغ على أنفسهم. كما طلب الباحثون من المشاركين الإعراب عن مشاعرهم وسعادتهم في مختلف مراحل التجربة. وفي أثناء ذلك قام الباحثون بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة المشاركين، بحيث ركزوا على ثلاثة مناطق: الفص الجداري الصدغي (المسؤول عن العطاء وبناء الروابط الاجتماعية)، والجسم المخطط (المسؤول عن الشعور بالسعادة)، والقشرة الحجاجية الأمامية (المرتبطة باتخاذ القرارات).
وقد خلص الباحثون إلى أن النشاط الدماغي المرتبط بالسعادة، يزداد بعد تقديم عطاء أو مساعدة للآخرين. وأن العطاء ترك المشاركين في المجموعة الأولى بمزاج أفضل وشعور بسعادة أكبر من المشاركين في المجموعة الثانية الذين طلب منهم إنفاق المال على أنفسهم.
كما أشار الباحثون إلى أن العطاء يُغير إيجابياً من نظرة الشخص تجاه نفسه ويُعزز من ثقته بنفسه.
جرى نشر نتائج الدراسة مؤخراً في مجلة الطبيعة – الاتصالات Nature Communications.
هيلث داي نيوز، ألان موزيس
SOURCES: Philippe N. Tobler, Ph.D., neuro-economist, Laboratory for Social and Neural Systems Research, department of economics, University of Zurich, Switzerland; Kit Yarrow, Ph.D., professor emeritus, consumer psychologist, Golden Gate University, San Francisco; July 2017, Nature Communications
Copyright © 2017 HealthDay. All rights reserved.URL:http://consumer.healthday.com/Article.asp?AID=724647
By Alan MozesHealthDay Reporter

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من فضلك اكتب تعليقا مناسبا