بحث

مدونة الدكتور حمدى زكريا الطبية

الأمراض المُعدية


الأمراض المُعدية

نظرة عامة
الأمراض المُعدية هي اضطرابات نتجت عن كائنات حية — مثل البكتريا، أو الفيروسات، أو الفطريات، أو الطفيليات. تعيش العديد من الكائنات الحية في أجسامنا وعليها. إنهم غير مُضرين أو حتى مفيدين بشكل طبيعي. ولكن قد تتسبب بعض الكائنات الحية في أمراض في ظل ظروف محددة.
يمكن انتقال بعض الأمراض المُعدية من شخص لآخر. ينتقل البعض عبر قرصات الحشرات أو الحيوانات. ويُكتسب آخرون عبر ابتلاع طعام أو ماء ملوثين أو التعرض إلى كائنات حية في البيئة.
تتنوع العلامات والأعراض وفقًا للكائن الحي المتسبب في العدوى، ولكنها كثيرًا ما تشتمل على حمى وإرهاق. يمكن أن تستجيب العدوى الطفيفة للراحة والعلاجات المنزلية، في حين أن العدوى المُهددة للحياة قد تتطلب التطبيب في مستشفى.
الأمراض المُعدية

الأمراض المُعدية

يمكن الوقاية من العديد من الأمراض المُعدية، مثل الحصبة أو جدري الماء بالتطعيمات. كما يساعد غسيل الأيدي المتكرر والشامل في حمايتك من معظم الأمراض المُعدية.
الأعراض
لكل مرض معد علاماته وأعراضه الخاصة. وتتضمن العلامات والأعراض العامّة والمشتركة بين عددٍ من الأمراض المعدية ما يلي:
·         الحمى
·         إسهال
·         الإرهاق
·         آلام في العضلات
·         سعال
متى تزور الطبيب؟
ابحث عن الرعاية الطبية إذا كنت:
·         تعرضت للعض من حيوان
·         تعاني من صعوبة في التنفس
·         تسعل من أكثر من أسبوع
·         تعاني من صداع حاد مع حمى
·         تجد طفحًا جلديًا أو تورمًا
·         تعاني من حمى غامضة أو طويلة
·         تعاني من مشاكل مفاجئة في الرؤية
الأسباب
يمكن أن تحدث الإصابة بأمراض معدية بسبب:
·         البكتيريا. هذه الكائنات وحيدة الخلية هي المسؤولة عن الإصابة بأمراض، مثل: التهاب الحلق، والتهابات المسالك البولية، والسل.
·         الفيروسات. تسبب الفيروسات، التي هي أصغر من البكتيريا، العديد من الأمراض — تتراوح بين نزلات البرد وصولاً إلى الإيدز.
·         الفطريات. ينتج عن الفطريات العديد من الأمراض الجلدية، مثل الثعلبة، وسعفة القدم. يمكن لأنواع أخرى من الفطريات أن تصيب الرئتين أو الجهاز العصبي.
·         الطفيليات. تنتج الملاريا عن طفيلي صغير ينتقل عن طريق لدغة البعوضة. قد تنتقل الطفيليات الأخرى إلى البشر عن طريق براز الحيوانات.
الاتصال المباشر
إن الاتصال مع شخصٍ أو حيوانٍ يحمل العدوى من الطرق السهلة للإصابة بمعظم الأمراض المعدية. ثمة طرق ثلاث يمكن أن تنتشر من خلالها الأمراض المعدية بالاتصال المباشر كما يلي:
·         من شخص لآخر. من الطرق الشائعة للإصابة بالأمراض المعدية الانتقال المباشر للبكتيريا أو الفيروسات أو الجراثيم الأخرى من إنسانٍ إلى آخر. وقد يحدث ذلك حين يلامس إنسانٌ مصابٌ بالبكتيريا أو الفيروس إنسانًا سليمًا أو يسعل أو يعطس ناحيته أو يقبّله.
كما يمكن أن تنتشر هذه الجراثيم من خلال تبادل السوائل نتيجةً للاتصال الجنسي وقد لا يعاني الشخص الذي ينقل الجراثيم من أيّة أعراضٍ للمرض، بل لا يعدو كونه مجرد حامل له.
·         من حيوان لشخص. يمكن أن تصاب بالمرض من خلال التعرض للعض أو الخدش من قِبل حيوانٍ مصاب بالمرض، حتى إن كان حيوانًا أليفًا، وقد يكون ذلك مميتًا في حالات شديدة. كما أن التعامل مع فضلات الحيوانات يمكن أن يكون خطرًا. على سبيل المثال، يمكنك الإصابة بعدوى داء القطط عن طريق تفريغ علبة الفضلات الخاصّة بقطّتك.
·         من الأم إلى الجنين. يمكن أن تنقل المرأة الحامل الجراثيم التي تسبب الأمراض المعدية إلى الجنين. وربما تمرّ بعض الجراثيم من خلال المشيمة. كما قد تنتقل الجراثيم الموجودة في المهبل إلى الطفل أثناء الولادة.
الاتصال غير المباشر
يمكن أن تنتقل الكائنات التي تسبب المرض أيضًا من خلال الاتصال غير المباشر. وقد يعيش الكثير من الجراثيم على الأجسام غير الحية، مثل أسطح الطاولات أو مقابض الأبواب أو الصنابير.
فحين تلامس مقبض بابٍ سبقك إليه شخصٌ مريضٌ بالإنفلونزا أو الزكام على سبيل المثال، فإنك قد تلتقط الجراثيم التي خلّفها ذلك الشخص. إذا قمت بعد ذلك بلمس عينيك أو فمك أو أنفك قبل غسل يديك، فقد تصاب بالعدوى.
  • لدغات الحشرات

تعتمد بعض الجراثيم على الحشرات الحاملة — مثل البعوض والبراغيث والقمل والقراد — في نقلها من مضيف إلى مضيف. تُعرف هذه الحاملات بالنواقل. يمكن للبعوض أن يحمل طفيليات الملاريا أو فيروس غرب النيل وقد تحمل قرادة الأيل البكتيريا التي تسبب داء لايم.
  • تلوث الطعام

بطريقة أخرى، يمكن أن تصاب بالعدوى من جراثيم مسببة للأمراض من خلال الطعام والماء الملوثين. تسمح آلية هذا الانتقال للجراثيم بالانتقال إلى الكثير من الأشخاص من مصدر واحد. على سبيل المثال، بكتيريا الإشريكية القولونية التي تتواجد في أطعمة معينة أو عليها — مثل الهامبرجر النيئ أو عصير الفاكهة غير المبستر.
عوامل الخطر
بينما يمكن لأي شخص أن يحمل أمراضًا معدية، قد تكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض إذا كان نظام المناعة لا يؤدي وظيفته بشكل سليم. وهذا قد يحدث في الحالات التالية:
·         تتناول الستيرويدات أو أدوية أخرى تكبح جهاز المناعة، مثل الأدوية المضادة لرفض العضو المزروع
·         كنت مُصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) أو الإيدز
·         تعاني أنواعًا معينة من السرطان أو الاضطرابات الأخرى التي تؤثر على جهازك المناعي
بالإضافة إلى ذلك، بعض الحالات المرضية الأخرى قد تعرضك للإصابة بالعدوى، بما فيها الأجهزة الطبية المزروعة وسوء التغذية ومختلف الأعمار من أصغرها إلى أكبرها وغير ذلك.
المضاعفات
أغلب الأمراض المعدية ليس لديها سوى مضاعفات بسيطة. لكن قد تشكل بعض الأمراض مثل الالتهاب الرئوي ومتلازمة العوز المناعي المكتسب (الإيدز) والتهاب السحايا خطرًا على الحياة. وقد ارتبطت أنواع قليلة من العدوى بزيادة خطر الإصابة بالسرطان على المدى الطويل:
·         يرتبط فيروس الورم الحليمي البشري بالإصابة بسرطان عنق الرحم
·         ترتبط بكتيريا الهليكوباكتر بيلوري بالإصابة بسرطان المعدة والقرح الهضمية
·         وتم ربط فيروس التهاب الكبد بي وسي بالإصابة بسرطان الكبد
إضافة إلى ذلك، قد تصبح بعض الأمراض المعدية خاملة، إلا أنها قد تنشط مرة أخرى في المستقبل — قد لا تنشط في بعض الأحيان إلا بعد مرور عقود. على سبيل المثال، قد يتعرض شخص ما أصيب بالجدري المائي لخطر الإصابة بمرض الهربس النطاقي فيما بعد.
الوقاية
يمكن للعوامل المعدية دخول جسمك من خلال:
·         التلامس بالبشرة أو الإصابات
·         استنشاق الجراثيم المنقولة جوًا
·         تناول الطعام أو الماء الملوث
·         القراد أو لدغات البعوض
·         الاتصال الجنسي
اتبع هذه النصائح لتقليل خطر إصابتك أنت أو الآخرين:
·         غسل اليدين. يعد هذا مهمًا بشكل خاص قبل إعداد الطعام وبعده، وقبل تناول الطعام، وبعد استخدام المرحاض. وحاول ألا تلمس عينيك أو أنفك أو فمك بيديك، لأن هذه طريقة شائعة لدخول الجراثيم إلى الجسم.
·         يجب أن تتلقى تطعيمًا. يمكن أن يقلل التطعيم من فرص إصابتك بالعديد من الأمراض بشكل كبير. تأكد من الاطلاع على التطعيمات الموصى بها لك، بالإضافة إلى أطفالك.
·  امكث في البيت عندما تشعر بالمرض. لا تذهب إلى العمل إذا كنت تتقيأ أو كنت تعاني إسهالاً أو حمى. لا ترسل طفلك إلى المدرسة إذا كان يعاني هذه العلامات والأعراض أيضًا.
·         حضّر الطعام بطريقة آمنة. حافظ على نظافة الطاولات وأسطح المطبخ الأخرى عند تحضير الوجبات. قم بطبخ الطعام في درجة حرارة مناسبة باستخدام جهاز قياس الحرارة للتحقق من درجة التسوية. بالنسبة للحوم المفرومة، هذا يعني 160 درجة فهرنهايت (71 درجة مئوية) على الأقل؛ وبالنسبة للدواجن، 165 درجة فهرنهايت (74 درجة مئوية)؛ وبالنسبة لأغلب اللحوم الأخرى، 145 درجة فهرنهايت (63 درجة مئوية) على الأقل.
بالإضافة إلى ذلك، قم بتبريد بقايا الطعام على الفور — لا تترك الطعام المطهو في درجة حرارة الغرفة لفترات زمنية طويلة.
·         لا تشارك الأشياء الشخصية. استخدم فرشاة الأسنان والمشط وشفرات الحلاقة الخاصة بك. تجنب مشاركة كؤوس الشراب أو أدوات الطعام.
·         السفر بحكمة. إذا كنت تسافر خارج البلاد، فتحدث مع طبيبك عن أي تطعيمات خاصة — مثل الحمى الصفراء، أو الكوليرا، أو التهاب الكبد أ أو ب، أو الحمى التيفودية — التي قد تحتاج إليها.
التشخيص
ربما يطلب الطبيب إجراءات مختبرية أو فحوصات التصوير للمساعدة في تحديد سبب أعراضك.
الاختبارات المختبرية
العديد من الأمراض المُعْدِية لها علامات وأعراض مماثلة. أخذ عينات من سوائل جسمك يمكن أن يكشف في بعض الأحيان أدلة على ميكروب معين يسبب مرضك. هذا يساعد طبيبك على تحديد علاجك.
·         اختبارات الدم. يقوم أحد الفنيين بأخذ عينة من الدم عن طريق إدخال إبرة في الوريد، وعادة في ذراعك.
·         فحوصات البول. هذا الاختبار غير مؤلم يتطلب منك التبول في وعاء. لتجنب التلوث المحتمل للعينة، قد يتم إرشادك لتطهير منطقة الأعضاء التناسلية بشاشة مطهرة وأخذ عينة البول من وسط مجرى البول.
·         مسحات الحلق يمكن الحصول على عينات من حلقك، أو من مناطق رطبة أخرى من جسمك، بمسحة معقمة.
·         عينة من البراز. قد يطلب منك جمع عينة البراز بحيث يمكن للمختبر فحص العينة بحثًا عن الطفيليات والكائنات الحية الأخرى.
·         البزل الشوكي (البزل القطني). نحصل من خلال هذا الإجراء على عينة من السائل النخاعي من خلال إبرة يتم إدخالها بعناية بين عظام العمود الفقري السفلية. وعادة ما يطلب منك أن تستلقي على جانبك وركبتاك مشدودتان لأعلى نحو صدرك.
فحوصات التصوير
يمكن أن تساعد إجراءات التصوير، مثل الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي، في تحديد التشخيص واستبعاد الحالات الأخرى التي قد تسبّب الأعراض لديك.
الخزعات.
في أثناء الخزعة، تؤخذ عينة صغيرة من الأنسجة من العضو الداخلي لإخضاعها لاختبارات. على سبيل المثال، يمكن فحص الخزعة من نسيج الرئة للتحقق من عدم الإصابة بمجموعة فطريات يمكن أن تسبب نوعًا من الالتهاب الرئوي.
العلاج
بمعرفة نوع الجرثومة المسببة لمرضك، فإن ذلك يسهل على طبيبك اختيار العلاج المناسب.
المضادات الحيوية
يتم تقسيم المضادات الحيوية إلى مجموعات من الأنواع المماثلة. كما توضع البكتيريا معًا في مجموعات من أنواع متماثلة، مثل البكتريا العِقدية أو الإشريكية القولونية.
ويوجد أنواع محددة من البكتيريا سريعة التأثر بشكل خاص بفئات معينة من المضادات الحيوية. ويُمكن استهداف علاج أكثر دقة إذا عرف طبيبك نوع البكتيريا التي يقاومها جسمك.
عادة ما تكون المضادات الحيوية مخصصة لعلاج حالات العدوى البكتيرية؛ لأن هذه الأنواع من الأدوية لا تؤثر في الأمراض التي تسببها الفيروسات. إلا أنه في بعض الأحيان يصعب معرفة نوع الجرثومة الموجودة. على سبيل المثال، تحدث بعض أنواع الالتهاب الرئوي بسبب الفيروسات، بينما يحدث البعض الآخر بسبب البكتيريا.
ويؤدي فرط استعمال المضادات الحيوية إلى تطور المناعة لدى أنواع عديدة من البكتيريا ضد نوع واحد أو أكثر من المضادات الحيوية. ما يجعل معالجة هذه البكتيريا أكثر صعوبة.
مضادات الفيروسات
تم تطوير عقاقير لمقاومة عدوى بعض الفيروسات وليس كلها. تشمل الأمثلة الفيروسات التي تسبب ما يلي:
·         فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)/مرض الإيدز (AIDS)
·         الهربس
·         التهاب الكبد بي
·         فيروس التهاب الكبد سي
·         إنفلونزا
مضادات الفطريات
يمكن استخدام العلاجات الموضعية المضادة للفطريات لعلاج عدوى الجلد أو الأظافر والتي تكون ناتجة عن فطريات. يمكن علاج بعض الإصابات الفطرية من خلال مضادات فطرية عن طريق الفم، مثل الإصابات التي تصيب الرئتين أو الأغشية المخاطية. الإصابات الفطرية الحادة للأعضاء الداخلية، خصوصًا للذين يعانون ضعف أجهزة المناعة، قد تتطلب حقن الأدوية المضادة للفطريات عن طريق الوريد.
مضاد الطفيليات
تنتج بعض الأمراض، خاصة الملاريا عن الطفيليات الصغيرة. بينما توجد أدوية لعلاج هذه الأمراض، طورت بعض أنواع الطفيليات مقاومة للأدوية.
نمط الحياة والعلاجات المنزلية
العديد من الأمراض المعدية، مثل نزلات البرد سوف تُشفى وحدها. اشرب الكثير من السوائل، ونل قسطًا وفيرًا من الراحة.
الطب البديل
من المزعوم وجود عدد من المنتجات التي يمكنها الحماية من بعض الأمراض المنتشرة، مثل البرد أو الإنفلونزا. على الرغم من ظهور هذه المواد كعلاجات واعدة في التجارب الأولى، قد تُظهر دراسات المتابعة نتائج سلبية أو غير حاسمة. هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث.
تتضمن بعض المواد التي تمت دراستها لمنع أو تقصير مدة العدوى ما يلي:
·         التوت البري
·         القنفذية
·         الثوم
·         نبتة الجنسنج
·         خاتم الذهب
·         فيتامين سي
·         فيتامين (د)
·         الزنك
تحقق مع طبيبك قبل تجربة أي منتجات تؤملك بتعزيز جهازك المناعي أو بطرد البرد أو الأمراض الأخرى. تسبب بعض هذه الأدوية ردود فعل تحسسية أو تتفاعل بخطورة مع الأدوية الأخرى التي تتناولها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من فضلك اكتب تعليقا مناسبا