بحث

مدونة الدكتور حمدى زكريا الطبية

كيف تتحدث مع أطفالك عن كوفيد 19

covid19

قد يشعر الأهل والأطفال بالتوتر والقلق حيال كوفيد 19. جرب هذه الاستراتيجيات للتحدث معهم ومساعدتهم على التأقلم.
عندما تتسارع وتيرة الأحداث من حولنا، يمكن أن يؤدي اختلال الروتين اليومي والعزلة والغموض إلى القلق والخوف والاكتئاب والوحدة. يمكن أن تؤدي كثرة المعلومات والشائعات والمعلومات الخاطئة إلى الشعور بفقد السيطرة وإرباك الناس حيال ما يجب فعله. عندما تنتابك تلك المشاعر، قد يشعر بها أطفالك أيضًا، فهم يحسون بما تشعر به غالبًا. قد يكون التحدث إليهم حول ما يجري أمرًا صعبًا.
أصبح مرض فيروس كورونا 2019 حديث الساعة. بصفتك مقدم رعاية، قد تتساءل عن كيفية دعم احتياجات أطفالك التنموية وتوعيتهم حول فيروس كورونا. عندما تناقش الأطفال بصدق وباستخدام معلومات دقيقة حول مرض فيروس كورونا 2019، فإن ذلك يساعدهم على فهم الأحداث، ويخفف بعض مخاوفهم، ويجعلهم يشعرون بالأمان، ويساعدهم على البدء بالتأقلم.
كيف أبدأ الحديث مع أطفالي حول مرض فيروس كورونا 2019؟
الخطوة الأولى هي التعلم عن مرض فيروس كورونا 2019 من مصادرة موثوقة، مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية (CDC). اطلع على الحقائق المتعلقة بالتوصيات الحالية، من وزارة الصحة التابعة لبلدك ، وتلك المتعلقة بكيفية حماية عائلتك من العدوى. وبذلك ستكون مستعدًا للتحدث مع أطفالك وتزويدهم بالدعم الذي يحتاجون إليه في الأوقات العصيبة.
وإذا أمكن، اختر وقتًا يرغب أطفالك بالتحدث خلاله، قبل تناول العشاء مثلًا. اسألهم عن المعلومات التي يعرفونها مسبقًا وعن الأسئلة والمخاوف التي لديهم. لكل شخص طريقته في التفاعل، لكن اعتمد على أسئلة الأطفال لتحديد مسار النقاش.
استمع وأجب عن أسئلتهم بالاستناد إلى الحقائق وقدمها بطريقة يمكنهم فهمها. إذا لم تعرف إجابة سؤال ما، كن صادقًا معهم. دعهم يعرفون أن هناك الكثير من الشائعات والمعلومات الخاطئة، وأنك سوف تساعدهم على تعلم الحقائق. إذا كان الأمر مناسبًا لأعمارهم، يمكنك أن توضح لهم كيفية البحث عن الإجابة على موقع إنترنت موثوق به.
تحدث مع أطفالك بشكل متكرر لتعرف مدى تأقلمهم وقدِّم لهم تحديثات منتظمة عند ظهور معلومات جديدة حول مرض فيروس كورونا 2019 والاحتياطات التي يجب أن تتخذها العائلات. شجعهم على التعبير عن مشاعرهم، ودعهم يعرفون بأن القلق أمر طبيعي. شجعهم أيضًا على الاستفسار منك عندما تتبادر لديهم تساؤلات جديدة. فهذا يساهم في بناء الثقة.
ما هي بعض النقاط التي يجب تضمينها عند الحديث عن مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد 19)؟
شارك مع أطفالك مجموعة من الحقائق البسيطة والملائمة حول مرض فيروس كورونا 2019:
·         قدم تعريفًا له. يحدث مرض فيروس كورونا 2019 بسبب جرثومة يمكن أن تؤدي لمرض الجسم. قد تظهر لدى المصابين بمرض فيروس كورونا 2019 أعراض مثل السعال والحمى وصعوبة التنفس بعمق. لكن بعض الأشخاص، وخاصة الأطفال، قد لا يشعرون بالمرض على الإطلاق عندما يصابون بالفيروس، أو قد يعانون من أعراض خفيفة مثل أعراض البرد.
·         اشرح كيف ينتشر. على الأغلب، يدخل الفيروس المسبب لكوفيد 19 أجسام الناس عندما يكون على أيديهم فيلمسون أفواههم أو أنوفهم أو عيونهم. الفيروسات صغيرة جدًا بحيث تتعذر رؤيتها. لذلك من المهم أن تغسل يديك كثيرًا، وحاول ألا تلمس فمك أو أنفك أو عينيك. إذا سعل شخص مصاب بالعدوى أو عطس عليك من مسافة قريبة — أقرب من ستة أقدام — فهذا قد ينشر الفيروس أيضًا.
·         تحدث عما يجري اتخاذه حيال الأمر. تسمع الكثير عن مرض فيروس كورونا 2019 لأنه جديد ولم يشهد العالم انتشاره من قبل. يعمل الخبراء في جميع أنحاء العالم بجد كل يوم للتعرف أكثر على مرض فيروس كورونا 2019 ولإيجاد طرق للحفاظ على سلامة الناس.

تأكد من مناقشة كيفية الحفاظ على سلامة أطفالك:

·         اتخذ خطوات عملية. شجعهم على غسل اليدين بشكل متكرر وصحيح — خاصة عند العودة إلى المنزل وقبل تناول الطعام وبعد التمخط أو السعال أو العُطاس. وضح لهم كيفية العطاس أو السعال في المناديل ورميها في سلة المهملات، ووضح لهم كيفية ثني مرفقهم وتغطية فمهم به عند السعال. نظف وعقم الأشياء والأسطح التي تلمسها كثيرًا حول المنزل.
·         وضح لهم كيفية غسل اليدين بشكل فعال. وضح لأطفالك كيفية صنع رغوة عن طريق فرك أيديهم بالصابون وكيفية إيصاله بين الأصابع وصولًا إلى أطرافها، بما في ذلك الإبهام. شجع أطفالك على تأدية أغنية "سنة حلوة يا جميل" بالكامل مرتين (حوالي 20 ثانية) حتى يقضوا الوقت الذي يحتاجونه لتنظيف أيديهم.
·         امكُثْ في المنزل معظم الوقت. مع إغلاق المدارس والفعاليات المختلفة وبقاء الأسرة في المنزل لفترات أطول، اشرح لأطفالك كيف يمكن لذلك أن يساعد في منع انتشار فيروس كورونا. أخبرهم بأنه عندما يقل خطر الإصابة بمرض فيروس كورونا 2019 بشكل كبير أو يزول، يمكنهم التطلع إلى العودة إلى روتينهم الطبيعي.
·         مارس التباعد الاجتماعي. تجنب المخالطة اللصيقة مع الأشخاص خارج المنزل، حتى لو لم يبدُ عليهم المرض. تخيّل وجود دراجة تفصل بينك وبين الشخص الذي تقف قربه، واجعل بينكما مسافة 6 أقدام (2 متر تقريبًا). بدلًا من تقبيل الناس أو عناقهم أو مصافحتهم، ابتسم ووجّه لهم التحية عن بُعد.
·         لا تنس الالتزام بطرق الحفاظ على الصحة. تشمل العادات الصحية تناول نظام غذائي متوازن، والنشاط البدني المنتظم والحصول قسط جيد من النوم ليلاً.
ما الذي يمكنني فعله لمساعدة أطفالي على التأقلم؟
إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لمساعدة أطفالك على التأقلم:
·         حافظ على هدوئك. سوف يقتدى بك أطفالك ويتعلمون من سلوكك حول كيفية الاستجابة للمواقف المختلفة. ذكّرهم بأن ما يشعرون به الآن أمر طبيعي، وشجعهم على النظر للمستقبل بتفاؤل.
·         اتبع روتينًا معينًا. حافظ على روتين العائلة أو أسس روتينًا جديدًا، مثل تخصيص أوقات معينة لأنشطة التعلم والطعام والأعمال المنزلية والاسترخاء والخلود للنوم. يساعد هذا النظام أطفالك على التنبؤ بالأنشطة اليومية، مما يُشعرهم بأن الأمور تحت السيطرة. استخدم السبورة أو الملاحظات الورقية لعرض الجدول اليومي في المنزل. يمكن أن يساعد شطب المهمات المكتملة في منحهم شعورًا بالإنجاز.
·         قنّن مشاهدتهم للأخبار. قد يكون هناك سيل من الأخبار المتواصلة حول مرض فيروس كورونا 2019 من جميع أنواع الوسائل الإعلامية التي قد تزيد الخوف من المرض. حد من قراءة الأخبار أو الاستماع إليها أو مشاهدتها. حد أيضا من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي قد يطلع طفلك من خلالها على الشائعات والمعلومات الكاذبة. كن حذرًا عند مناقشة الأخبار أو مخاوفك أمام أطفالك.
·         ابتكر أنشطة ممتعة. شجع أطفالك على ممارسة أنشطة يستمتعون بها، مثل حل الألغاز والمشاريع الفنية والقراءة والموسيقى. وفر فرصًا للتقارب العائلي. العب مع أطفالك، وأشركهم في الطبخ، واستمتع معهم بمشاهدة فلم مسائي.
·         استمتع بالتواصل الاجتماعي الافتراضي. تواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة بالهاتف أو مكالمات الفيديو أو غيره من التطبيقات. يمكن أن يساعد ذلك على تجنب الشعور بالعزلة، وبناء العلاقات، والحفاظ عليها.
·         اطلب النصيحة إذا لزم الأمر. إذا لاحظت ظهور مشاكل مستمرة في النوم، أو حدوث تغيرات في عادات الأكل، أو صعوبة في التركيز على المهام الاعتيادية، أو إذا شعر طفلك باستمرار باليأس أو شعر بالحزن المفرط أو القلق الشديد، فاتصل بطبيبك أو أخصائي الصحة العقلية للحصول على المشورة.
ماذا لو تعرض أحد أفراد عائلتي لفيروس كورونا أو تم تشخيص إصابته به؟
عندما يصاب أشخاص معينون بمرض فيروس كورونا 2019، أو في حال الاشتباه بملاصقتهم مع آخرين مصابين به، يُطلب منهم البقاء في الحجر الصحي لعزل أنفسهم عن الآخرين حتى لا ينشروا العدوى. ويجب عليك في هذه الحالة البقاء منزلك، وألا تتواجد في أي مساحة أو مكان مع أشخاص خارج عائلتك.
إذا أصيب طفلك بالعدوى، ذكّره بأنك ستراقب حالته عن كثب طوال الوقت، أو أن مزود رعاية آخر سيفعل ذلك. طمئن طفلك أنك ستكون على اتصال وثيق مع طبيبك، فبإمكانه تزويدك بالتعليمات بشأن الرعاية والتعافي.
إذا مرض أحد أفراد العائلة واحتاج للعزل في المنزل أو في المستشفى، اشرح للطفل سبب ابتعاد ذلك الشخص عن العائلة في الوقت الراهن. أتح المجال لأطفالك للتواصل مع أحبائهم، سواء عن طريق الأجهزة الإلكترونية أو الهاتف أو عن طريق إرسال رسالة تشجيعية مثلًا.
ماذا استطيع أن أفعل أيضا؟
من الضروري أن تعتني بنفسك خلال هذا الوقت. انتبه لمشاعرك واستعن بأحبائك أو تحدث إلى أخصائي صحة عقلية. احصل على قدرٍ كافٍ من النوم، واتبع نظامًا غذائيًّا صحيًّا، وحافظ على نشاطك البدني. سيمكنك ذلك من رعاية أطفالك وستصبح قدوة لهم في كيفية التأقلم.
المصدر
By Mayo Clinic Staff

هناك تعليق واحد:

من فضلك اكتب تعليقا مناسبا