بحث

مدونة الدكتور حمدى زكريا الطبية

دراسة حديثة: تناول وجبة إفطار غنية بالبروتينات والدهون قد تساعد مرضى السكري من النوع الثاني

 

امراض السكرى

توصلت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة بريتش كولومبيا إلى أن إدخال تعديل بسيط على الوجبة الأولى في اليوم قد يساعد الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني على التحكم بشكل أفضل في مستويات سكر  الدم لديهم. وبحسب الباحثين، فإن تناول وجبة إفطار منخفضة الكربوهيدرات وغنية بالبروتين والدهون، يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من السكري من النوع الثاني على تحكم أفضل بمستوى السكر في الدم لديهم لبقية اليوم.


ومن المعروف أن أحد المضاعفات العديدة التي يواجهها المصابون بالسكري من النوع الثاني هو الزيادة السريعة أو الكبيرة في مستوى الغلوكوز في الدم بعد تناول وجبة طعام، وإن نتائج الدراسة تشير إلى أن تناول وجبة منخفضة الكربوهيدرات في بداية اليوم تساعد على التحكم بمستوى السكر في الدم طوال اليوم. من جهة أخرى فإن ضبط مستويات الغلوكوز يُعد أمرًا بالغ الأهمية لتقليل مضاعفات السكري من النوع الثاني، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية.


اشتملت الدراسة على 121 مشاركًا جرى توزيعهم ضمن مجموعتين. طُلب من أفراد المجموعة الأولى تناول وجبة إفطار منخفضة الكربوهيدرات تحتوي على حوالى 8 غ من الكربوهيدرات و25 غ من البروتين و37 غ من الدهون، بينما طُلب من أفراد المجموعة الثانية تناول وجبة إفطار غنية بالكربوهيدرات وفقيرة بالدهون، فاحتوت على حوالي 56 غ من الكربوهيدرات، و20 غ من البروتين، و 15 غ من الدهون. كان مستوى السعرات الحرارية واحدًا في كلا وجبتي الإفطار، وبلغ 450 سعرة حرارية، استمرت التجربة لمدة 12 أسبوعًا، وتُركت للمشاركين حرية تناول وجبات طعام كما اعتادوا في بقية اليوم.


جرى تزويد جميع المشاركين بجهاز مراقبة مستمر للغلوكوز طوال فترة الدراسة وخضعوا لاختبارات هيموغلوبين الدم A1C، وجرى قياس أوزانهم ومحيط الخصر لديهم في بداية ونهاية التجربة. ومع استمرار الدراسة، أبلغ المشاركون عن مشاعر الشبع والطاقة ومستويات النشاط.


لاحظ الباحثون عدم تسجيل فارق بين أفراد المجموعتين من حيث الوزن أو مؤشر كتلة الجسم أو محيط الخصر، ولكن أفراد المجموعة الأولى (منخفضة الكربوهيدرات) شهد أفرادها انخفاضًا في مستويات السكر في الدم وتمكن بعضهم من خفض جرعة دواء السكري، كما كانت التقلبات في مستويات غلوكوز الدم أقل لديهم بشكل ملحوظ، مما يشير إلى فوائد وجبة الإفطار منخفضة الكربوهيدرات في السيطرة على مستوى السكر في الدم على مدار اليوم.


بالإضافة إلى ذلك، أظهرت النتائج أن أفراد المجموعة الثانية الذين تناولوا وجبة إفطار منخفضة الكربوهيدرات أفادوا عن تناول كميات أقل من السعرات الحرارية والكربوهيدرات في بقية اليوم، وهو ما يعني أن وجبة الإفطار الغنية بالبروتينات قد تؤثر على عادات الأكل اليومية بطريقة إيجابية.


يشير الباحثون إلى أن نتائج الدراسة تدعم الفكرة القائلة بأن إجراء تعديل بسيط على محتوى الكربوهيدرات في وجبة واحدة بدلاً من النظام الغذائي بأكمله قد يساعد على مزيد من التحكم بمستوى السكر في الدم وبقية الوجبات مع استمرار الحصول على فوائد كبيرة.


جرى نشر نتائج الدراسة مؤخرًا في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، ويمكنكم الاطلاع على الورقة البحثية على الرابط: http://dx.doi.org/10.1016/j.ajcnut.2023.04.032


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من فضلك اكتب تعليقا مناسبا