فصل الصيف فصل المتاعب الصحية، فارتفاع درجة الحرارة، والتعرض المستمر لتيار المكيفات والمراوح، وارتفاع معدلات الرطوبة، كلها عوامل تزيد من معدلالإصابة بأمراض الصيف، وليس هذا فحسب، بل إن مشكلة التلوث تزداد بارتفاع درجات الحرارة وهذا ما يجعلنا نتنبه إلى مواجهة تلك الأخطار لحماية صحة المجتمع· والحقيقةأن مصطلح >أمراض الصيف< غير صحيح طبياً، فما يسمى >أمراض الصيف< يمكن أن يحدث على مر الأيام خلال العام، ولكن حدوثها يزداد بشكل كبيرة في فصل الصيف· ومن أشهر تلك الأمراض التسممات الغذائية، والالتهابات المعوية والطفيليات المعويةوالتيفوئيد والكوليرا، وغيرها·
لماذا يكثر انتشار أمراض الصيف؟
1. من المؤكد أن الجو الحار يساعد البكتيريا وسائر الميكروبات المسببة لأمراض الصيف على النمو والتكاثر في درجات مرتفعة من حرارة الجو·
2. الذباب يجد مرتعاً خصباً مواتياً له في فصل الصيف الحار· وهو بلا جدال، يعتبرمن أهم العوامل الناقلة للجراثيم والطفيليات إلى المأكولات والمشروبات فيصيبهابالتلوث·
3. الجو الحار يسرع في فساد المأكولات والمشروبات، فتتخمر بسرعة، وبالتالي يزدادحدوث التسممات الغذائية·
4. كثرة التعرق في فصل الصيف، وخصوصاً عندما يصاحب الجو الحار بازدياد نسبة الرطوبة في الجو· وكثرة التعرق عامل مساعد لحدوث الالتهابات الجلدية·
الإسهال
تعتبر الإسهال أكثر الأمراض التي تحدث عند المسافرين، فهي تصيب 20 ـ 50% من المسافرين· وهي لا تميز بين شخص وآخر·
· وتنشأ عادة عن > جراثيم القولونية<، ·
· وقد تنشأ عن الإصابة ببعض الطفيليات
· ومعظم الإسهالات تنتهي سريعاً ولا تحتاج إلى مضاد حيوي·
كيف تتجنب الإسهالات
ـ انتبه إلى المياه التي تستعملها في الشرب أو غسل الخضراوات فاذا شككت فى نظافتها قم بغلي الماء لمدة خمس دقائق ثم برده واستعمله·
ـ كل من الفواكه التي تقشرها بيديك·
ـ اغسل يديك قبل تناول الطعام أو قبل استعمال الأدوات·
ـ احذر تناول اللحوم غير المطهية·
ـ أفضل المشروبات تلك التي تكون مغلية·
ـ اللبن الزبادي غذاء سليم، يعقم الأمعاء·
سلوكات خاطئة في فصل الصيف
ومن السلوكات الخاطئة التي يمارسها الكثير من الناس كثرة تناول المشروبات الغازية عندما يكون الجو حاراً جداً، ظناً من شاربها أن ذلك يطفئ عطشهم ويغنيهم عن الماء، والحقيقة غير ذلك، لأن المشروبات الغازية ترفع مستوى الضغط >الأسموزي< داخل الخلايا، وترفع من مستوى سكر الدم، مما يزيد من الإحساس بالعطش، وهو ما يشعر به حقيقة الكثيرون، فيطلبون الماء بعد تناول المشروبات الغازية·
وللمكيفات في فصل الصيف··· أضرار
معروف أن الانتقال المفاجئ من حرارة مرتفعة إلى برودة في الجو يمكن أن يؤدي إلى تأثر الأغشية المخاطية لمداخل الجهاز التنفسي في الأنف والحلق، مما قد يساعد للإصابة بأعراض تشبه الأعراض الناجمة عن فيروس >الأنفلونزا< كالشعور بالإعياء والزكام·
وقد تصبح المكيفات نفسها مصدراً للميكروبات إذا لم تجر عليها أي صيانة، أو ينظف فلترها باستمرار· وقد يؤدي الانتقال المفاجئ من مكان حار إلى مكان بارد أو العكس إلى زيادة التعرض للإصابة ببعض الفيروسات·
ولا شك أن الراحة هي أفضل علاج عند الإصابة بأعراض الأنفلونزا أو الزكام، وذلك لرفع مقاومة الجهاز المناعي في الجسم، وينصح عندئذ بتناول الأغذية الغنية بالفيتامينC كالحمضيات التي منها (الليمون والبرتقال)، ولا بأس بتناول غرام واحد من فيتامين >C< يومياً لأيام عدة·
كسل الصيف عرض أم مرض؟
يعاني بعض الناس، وبخاصة البدينين من الشعور بالكسل والخمول في فصل الصيف· وقد يعزى ذلك إلى عجز الجسم عن التخلص من الحرارة الفائضة بسبب عدم قدرته على إفراز العرق ما يؤدي إلى ارتخاء في العضلات، كما يؤدي فقدان الجسم لقدر كبير من السوائل والأملاح إلى حدوث تشنج في العضلات، وخصوصاً في أثناء المشي·
والبدينين أكثر عرضة لهذه الأعراض، وذلك أن تراكم الدهون تحت الجلد يحول دون تسرب حرارة الجسم إلى الجو الخارجي، مما قد يسبب الشعور بالضيق والاختناق عند البدينين· فليحذر هؤلاء من الإفراط بالجهد العضلي في جو حار ورطب، وليعوضوا ما فقدوه من سوائل وأملاح·
وليس صحيحاً أبداً أن الجو الحار يرفع ضغط الدم، فارتفاع حرارة الجو يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية، وهو تؤثر طبيعي، ويؤدي إلى انخفاض >فيزيولوجي< في ضغط الدم· ولكن المرضى المصابين بانخفاض ضغط الدم· ربما يكونون أكثر عرضة لحدوث نوبات الدوخة أو الإغماء في الجو الحار·
حرارة الجو وجسم الإنسان
قد يتأثر الجسم عند التعرض المديد لحرارة الجو العالية بأشكال عدة
ضربة الشمس
كثيراً ما يُصاب بها الإنسان نتيجة التعرض و الوقوف في وهج الشمس المحرقة لساعات طويلة خصوصاً في الأماكن المزدحمة و مع زيادة الرطوبة النسبية يتأثر جسم الإنسان و خصوصاً بشرته و جلده الذي هو أكبر و أكثر الأجزاء من الجسم تأثراً بأضرار الشمس و حرارتها و يترتب على ذلك فقدان كمية كبيرة من سوائل الجسم بسبب التبخر و العرق بالإضافة إلى بخار الماء الخارج مع زفير الهواء أثناء التنفس ، كل ذلك يؤدى إلى فقد حجم الدم السائر بالأوعية الدموية ، و يتضاعف هذا النقصان في كمية الدم باتساع و تمدد الشرايين بالجلد و ما تحته فيؤدى إلى زيادة نسبية فى حجم و مساحة الأوعية الدموية دون ما يقابلها أي زيادة نسبية في حجم الدم ، فتحدث كل مضاعفات هبوط ضغط الدم و فقدان السوائل و الأملاح و بصفة خاصة إذا حدث ذلك في فترة وجيزة ..
و يتأثر الأطفال و كبار السن أكثر من متوسطي العمر .. كذلك تكون حرارة الشمس أكثر خطورة على مرضى السكر الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم مع تجنب العطش و ذلك باستخدام السوائل بجميع أنواعها و بالذات السوائل التي تحتوى على أملاح مثل العصائر الطبيعية و ليس بالماء فقط ، لأن التعويض بالماء فقط يؤدى إلى نقص الأملاح النسبي بالجسم ، و بالتالي يشعر المريض بمزيد من الهزال و الضعف لأن السوائل المفقودة من الجسم عند العرق تحتوى على كمية من الأملاح ، و لهذا يجب عدم القيام بأي مجهود عضلي أو رياضي أو السير لمسافات بعيدة أو حتى كثرة الكلام لمدة طويلة .
جلدك و الصيف
يعتبر فصل الصيف من أكثر الفصول تأثيراً على الجلد ، فهناك العديد من أطراف الجلد الفطرية ، و منها حمو النيل الذي يصيب الإنسان نظراً لارتفاع درجة حرارة الجو ، و بالتالي ترتفع درجة حرارة الجلد و يزداد إفراز العرق فيحدث انسداد بفتحات الغدد العرقية و يبدأ ظهور حبيبات صغيرة حمراء في حجم رأس الدبوس ، و هو ما يسمى ( حمو النيل ) ، و غالباً ما يصيب الأشخاص المعرضين لارتفاع درجة الحرارة و الأطفال .. الرضع هم أكثر المعرضين للإصابة به أكثر من البالغين و تظهر الحبيبات في المناطق المعرضة لاحتكاك الملابس و خصوصاً تلك التي تصنع من الخيوط الصناعية ، لأنها تمنع نفاذ العرق و تزيد بالتالي من درجة حرارة الجسم و يصاب الإنسان بحكة شديدة .. و عند الأطفال غالباً ما تتحول هذه الحبيبات الحمراء إلى خراريج تنتشر بكافة الجسم .
لهذا كله فإن التهوية و عدم التعرض لأشعة الشمس و ارتداء الملابس القطنية يساعد على تبخر العرق مع الحرص على عدم حك الجلد بشدة بالليف و الصابون عند الاستحمام ، كما ينبغي استخدام الدش البارد مع قليل من الصابون فقط ، دون استخدام الليف ، بالإضافة إلى استخدام إحدى الكريمات التى تحتوى على مادة ( التتراسيكلين ) على المناطق المصابة بحمو النيل .. كذلك يمكن الاستحمام بمغلي زهرة البابونج ( الكاموليا ) أو زهرة البانسيه ..
طعامك و الصيف
إن أطباء التغذية ينصحون بعدم تناول الوجبات الدسمة أو الثقيلة أثناء النهار و الانتظار حتى نهاية درجة الحرارة بالليل ، و هذا ميل طبيعي عندنا جميعا أثناء الصيف ، فجسم الإنسان له العديد من تداخلاته الغذائية ، و هذا يجعلنا نفضل تلقائياً تأجيل وجبة الغذاء الثقيلة إلى ساعة متأخرة ، و هذا عكس ما يحدث في فصل الشتاء .. و تفسير ذلك أن عملية الأكل تكون مصحوبة باحتراق سعرات حرارية تؤدى إلى رفع درجة حرارة الجسم و إذا ما حدث ذلك أثناء النهار حيث درجة الحرارة المرتفعة فإنه يؤدى إلى متاعب ، و هذا يمكن أن نتجنب ذلك بأن نؤجل الغذاء حتى تهدأ الحرارة .
و يرى علماء التغذية أن الطعام في فصل الصيف يجب أن يحتوى على أغذية مرطبة و ملطفة للحرارة مثل الخضر الطازجة و أفضلها الخيار ، فهو مرطب يعمل على تهدئة العطش و كذلك السلطات الرطبة كسلاطة الزبادي الغنية بالعناصر الغذائية .. و كذلك الثوم النيئ فهو مطهر للجهاز الهضمي و يفضل تناوله نيئاً لأن طهيه يحوله إلى مادة عسرة الهضم .
أيضاً الخضر المطبوخة كالفاصوليا و الكوسة مناسبة جداً لفصل الصيف حيث أنها لا تعطى سعرات حرارية عالية و قيمتها الغذائية جيدة .. كما يجب أن نقلل في المواد الدهنية في الطعام .. كذلك يفضل تناول اللحوم المسلوقة لسهولة هضمها ... و من المهم تناول المشروبات و السوائل بكثرة نظراً لاحتياج الجسم إليها .. و يعتمد ذلك على مدى درجة الحرارة و نوعية الأكل فالأطعمة المقلية أو الناشفة تحتاج إلى سوائل كثيرة ، بينما الخضر المطبوخة تحتوى على كمية كبيرة من الماء فيكون المطلوب من السوائل أقل .
و من المشروبات المفيدة خلال الصيف العرقسوس و التمر هندي و الكركديه حيث تقضى هذه المشروبات على ميكروبات عديدة بالجهاز الهضمي ، و التي تسبب أمراض الصيف .. أيضا هناك السوائل الدافئة التي ترطب الجسم أكثر من المثلجات ، نتيجة لكونها تكثر من تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي على حساب تدفق الدم إلى الجلد
أهم أنواع فواكه الصيف وفوائدها
فمن بين أهم هذه الفواكه والفيتامينات التي تحمينا من الأمراض، وتقلل مخاطر التعرض للضغط العصبي…
العنب: العنب غني بالسكر (من 13 إلى 15 غراما في كل مائة غرام)، و العنب الغامق أكثر ثراء بالحديد من العنب الفاتح، كما انه غني أيضا بالبوتاسيوم، وتحتوي هذه الثمرة على نسب معقولة من فيتامينات A وC وB..
الخوخ :تحتوي هذه الثمرة على ما يقرب من 12% من السكريات، كما أنها غنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية والعناصر المعدنية النادرة (الحديد،والكبريت، والمانجنيز…). ويعتبر مدرا جيدا للبول وملينا وطاردا للدود في الأمعاء. أما لب هذه الثمرة فهو يحتوي على مادة سامة (حمض الهيدروسيانيك).
المشمش:يتسم المشمش بثرائه غير العادي بفيتامين A الذي يلون هذه الثمرة باللون البرتقالي (الكاروتين) فمائة غرام فقط من المشمش تضمن بمفردها نصف الكمية اليومية التي ينصح بتناولها
والمشمش غني أيضا بفيتامين C وB وبالحديد.
البرقوق:يعتبر البرقوق من أفضل الثمار الملينة ويحفز الجهاز العصبي ويهدئه بفضل ثرائه بالفوسفور والماغنيسيوم.
التين:التين غني بالسكريات (16% إلى 18%) وبالأملاح المعدنية كالحديد والمانجنيز والكالسيوم والبورون ويسهل التين عملية الهضم بالمعدة.
الأناناس: غني بالسكريات 3:17% وفيتامين C وB ويحتوي على البرومالين أو ذلك الإنزيم الذي يشجع على عملية هضم البروتينات وهو مفيد إلى جانب اللحوم.
المانجو:غني بالكاروتين الذي يرجع الفضل إليه في اللون البرتقالي كما يحتوي أعلى كمية طيبة من فيتامين C أكثر من البرتقال وB ، الذى يقلل من نزيف اللثة.
الكرز: غني بالسكريات من 6% الى 5% والأملاح المعدنية، وخصوصا البوتاسيوم كما يتسم الكريز باحتوائه على الكوبالت المكون لفيتامين ب 12 B12 ويتمتع الكريز بأثره المدر للبول وننصح بالمنقوع الشهير لأطراف أوراق الكريز عند الحاجة.
الفراولة:الفراولة من الفواكه الغنية جدا بالحديد وفيتامين A, C وأيضا فيتامينات K, E, B والفراولة تعتبر مدرا للبول وملينا وغير محلاة كثيرا 5.6% وقد يسبب كثرة استهلاكها الحساسية.
وما يجب معرفته هو ضرورة تناول ثمرة الفاكهة على معدة خالية حتى نغتنم فوائدها بأكبر قدر ممكن، ذلك لأن ثمرة الفاكهة التي تتناول مع الحلوى تشجع بسبب وجود الأحماض العضوية عملية التخمر بالمعدة، ولما تكون الثمرة آخر ما يهضم بعد الأغذية البروتينية، فإنها تتلف وتفقد قيمتها الغذائية الرئيسية، ففيتامين A وC على وجه الخصوص حساسان إزاء عملية الأكسدة، وينصح أخصائيو التغذية بتناول الفواكه الحمضية أولا في الصباح قبل الإفطار، ثم الفواكه نصف الحمضية فيما بعد، كالمشمش وثمرة الكرز والفراولة ثم الفواكه المتعادلة اللاحمضية واللاقاعدية مثل البطيخ الفاتح للشهية.و أن فيتامينات الفواكه تكثر في قشرتها.
بحث
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
من فضلك اكتب تعليقا مناسبا