الصداع (بالإنجليزية: Headache) هو ألم في الرأس أو الفروة أو الرقبة، والسبب الرئيسي لكافة أنواع الصداع غير معلومة وقد يتحسن معظم الأشخاص لو غيروا أسلوب حياتهم وتدربوا علي كيفية الاسترخاء أو بتناولهم أدوية له.
وهناك الصداع التوتري الذي سببه تصلب العضلات بالكتفين أو الرقبة أو بفروة الرأس أو الفك. وهذا سببه الإجهاد والاكتئاب والقلق. وقد يكون لكثرة العمل أو قلة النوم أو الأكل أو شرب الخمر أو تعاطي الحبوب المخدرة والأشخاص الذين يتناولون مادة الكافيين في الشاي والبن الكولا يمكنهم الشعور بالصداع لو لم يتناولوا جرعاتهم اليومية التي اعتادوا عليها. ومن الأسباب الشائعة لتولد الصداع نجد الرأس من المناطق الحساسة لأنها تضم الدماغ العينين والأذنين وعظام الجمجمة وعضلات الوجه والجيوب الأنفية والشرايين وغيرها، وكل هذه الأعضاء قد تكون سبباً للصداع. وهناك بعض الأعضاء البعيدة عن الرأس التي يمكنها أن تثير نوبة الصداع. لهذا الصداع أشكال وأنواع. فقد يكون الصداع متقطعاً أو مستمراً. وقد يصيب الإنسان شهرياً أو أسبوعياً أو يومياً وقد تدوم النوبة عدة ساعات، وتختلف شدتها بين ألم خفيف وألم معتدل إلى الإحساس بألم شديد. وقد يأتي الألم في الجبهة أو الصدغ أو قرب العينين أو في مؤخرة الرأس وقد ينتشر إلى شق من شقي الوجه أو كليهما. وقد يصاحبه الغثيان والقيء واضطراب الرؤية وسوء المزاج.
والصداع قد يكون عضوياً بسبب ضربة خفيفة على الرأس أو حمى، أو الأورام وارتفاع الضغط واضطرابات العين كالتهاب الملتحمة أو خراج بها أو دمل بالجفن والجلوكوما والتهاب الجيوب الأنفية أو التهاب الأذن الوسطى ومشاكل الأسنان والإمساك وأعراض ما قبل الدورة الشهرية. ونسبة وقوعه تقل عن 10% من مجموع حالات الصداع.
أسباب الصداع (المباشرة)
ونقصد بها السبب المباشر للألم، فهذا يكون بسبب تمدد الأوعية الدموية التي بالمخ، وهذه تضغط على ما حولها من أغشية حساسة، وفي حالة الأورام المخية تضغط هذه الأورام على ما حولها وهذا الضغط داخل الجمجمة يهيج الأعصاب التي بالأغشية وبالأوعية الدموية، ذلك لأن المخ نفسه لا يحس بالألم.
أنواع الصداع
قد يكون الصداع سببه غير عضوي بسبب تغيرات فسيولوجية (وظيفية) في مناطق معينة من الرأس كالأوعية الدموية والعضلات. وليس بسبب مرض أو إصابة، وتتجاوز نسبة وقوعه 90% من حالات الصداع كالصداع النصفي والصداع التوتري والصداع العنقودي وصداع الجوع والصداع الاكتئاب النفسي، ومن الأسباب الشائعة لتولد الصداع وضع الرأس لمدة طويلة في اتجاه واحد ووضع ثابت، كما في الجلوس أمام الكومبيوتر والآلة الكاتبة والميكروسكوب أو بسبب الإجهاد المرهق وقلة النوم والكز على الأسنان.
والصداع نفسه أنواع، من حيث زمانه ومكانه، وصنفه، فهو صنوف، يجب أن تحصي من أمر الصداع زمانه، هل هو يصيب كل يوم، أو لا يصيب؟ هل يصيبنا عند اليقظة؟ هل هو يزيد مع تقدم النهار أو ينقص؟
ويجب أن تحصى مكانه، في أي موضع من الرأس: هل هو في المقدمة؟ هل في الصَّدغ؟ هل هو الفَوج أو الفودين؟ هل هو حول العين، أم هو وجع في قمة الرأس؟ أم هو في المؤخرة؟ ويجب أن، نحصى صنفه، كمَّا وكيفاً، أقليل هو أو كثير؟ أنابض هو؟ أحادّ هو كالسهم؟ أثاقب هو كخارقة الفلِّين؟ أم هو غليظ منتشر لا حد له ولا سن.
وشيء آخر يجب أن نذكره عند الملاحظة يجب أن، نكشف عن العوامل التي تزيد في الصداع، في قوته، أو في زمنه، ويجب أن نرقبه خاصة عندما نقرأ، أو عندما ننهمك في العمل، وفي الجَلبَة والمكان الزائط الصارخ، وعندما نقوم أو نقعد أو ننحني، وعندما يسوؤنا حادث من أحداث الزمان، وما أكثر ما يسوء.
الصداع التوتري Tension headache
يظهر في جانبي الرأس وعادة يبدأ من خلفها وينتشر للأمام وقد يبدو الألم مكتوماً كأن المكان مربوط بإحكام، ويمكن أن يشعر الشخص بتصلب الكتف أو الرقبة أو الفك، وعلاجه هو حل المشاكل النفسية وتناول المهدئات المناسبة.
صداع العنقود Cluster headache
وهو حاد ومؤلم جداً ويحدث عدة مرات في اليوم ولمدة شهور وينصرف لمدة مشابهة، وهذا النوع ليس شائعاً.
صداع التهاب الجيوب الأنفية Sinus headache
وسببه الالتهابات الجرثومية والفيروسية للجيوب الأنفية. فيسبب ألماً في مقدمة الرأس والوجه وبسبب التهابات في ممرات الجيوب الأنفية التي تقع خلف الخدين والأنف والعينين، فنشعر بألم أشد عندما ننحني للأمام أو عندما نستيقظ من النوم صباحاً أو في حالة الرشح الأنفي أو التهاب الحلق، وهذا الصداع يظهر على شكل الإحساس بثقل أو ألم يزداد أثناء ساعات النهار، ويتم العلاج بتناول العقاقير المسكنة ومضادات الاحتقان الأنفي، وأخذ حمام ساخن أو استنشاق الأبخرة لتخفيف حدة الصداع، وإذا استمر الصداع ،فقد يحتاج الأمر إلى تدخل جراحي وعملية بزل.
صداع مصدره العين
فقد يكون من أسباب الصداع أجهاد العين، وهو من الأسباب الشائعة، وهو عادة من النوع غير الحاد، ويجيء من بعد القراءة أو بعد خياطة، لا سيما والنور ضعيف، وموضعه مقدمة الرأس عادة، وقد ينسبه صاحبه إلى مؤخَّر العين، والعين ذاتها قد تتألم، ويتألم الجفن ويثقل.
صداع مصدره الاعياء
وقد يكون من أسباب الصداع التعب الشديد، وصفته تكون كصفة الصداع الذي ينشأ من أجهاد العين، وهو يبدأ عادة في ضحى النهار ثم يزيد، والمجهود العقلي إذا اتصل يأتي بوجع قد يشكوه صاحبه فيقول أنه كالحِمْل الثقيل يحمله الرأس من فوقه، أو هو كالنطاق دائر حولَ رأسه يشدّ على جبهته.
صداع مصدره الإمساك
وقد يكون من أسباب الصداع الإمساك، وهو كثير الوقوع، وصاحبه يقوم عن فراشه صباحاً بصداعه، وهو غير حاد، يصحبه اختلال مزاج ورغبة عن الطعام، وينظر صاحبه في أمره فيجد أنه قد فوّت على نفسه زيارة بيت الخلاء، أو هو صداع يأتيه من بعد ليلة أسرف فيها في طعام أو شراب، عَصَت على أثرها أمعاؤه فلم تفرغ.
وللروماتزم صداع
والروماتزم قد يكون وراء الصداع، فهو من أعراضه، وفي هذه الحالة يكون الصداع غالباً في مؤخر الرأس والعنق، وصحبه احساس بتعب عام وقلة ارتياح.
الصداع المرضي
ومن الأصدعة أصْدعة تعرف بالأصدعة المرضية.
وسميت كذلك لأنها تعجز صاحبها فلا يستطيع أن يواصل عملاً، أو هي تَحِد من كفايته ومن أسمائها الأصدعة الصفراء، والأصدعة النصف الجمجمية، وهي بالإنجليزية مِجْران، وصفاتها تختلف باختلاف الفرد، ولكن تجمعها صفات عامة.
ونَصِفُ مثالاً نموذجياً منها فنقول أنه صداع يصحبه غثيان، فهو يأتي نوبات، يفرّق بينها أسبوع أو شهر أو زمن أطول، وهو يبدأ عادة باضطراب في البصر، فيرى صاحبه أضواء ترقص، وقد يرى نقاطاً ألونها، وقد يَعْمَى عمىً طارئا قصيراً، فلا يرى أشياء في أوسط مجال البصر، أو أشياء على الجانب، وقد يأتي بعد ذلك ألم في الرأس غاية في الشد، ينحصر في نصف واحد من الرأس (ومن أجل هذا سمي النصفي) وصاحبه يَمْشط شعره من فوقه فيتألم كثيراً، والمصاب يحسّ باختلال مزاج واسترخاء، ويحس بالدوار، ويمتنع عليه العمل كان ما كان، وينتهي الدور بأن يُفرغ المريض ما في المعدة، قم هو يسقط على الفراش لينام.
صداع مصدره الأنف
وقد يرد الصداع إلى الأنف، بسبب التهاب فيه، والألم هنا نابضّ، وموضعه عَظَمة الوَجْنة، أو هو فوق العينين مباشرة، ويختلف الألم باختلاف وضع الجسم، مثال ذلك أن انحناء الرأس إلى الأمام يزيد المريض سوءاً.
صداع مصدره ورم في المخ
وأصدعه أخرى تنشأ من أسباب هي في الرأس ذاته، هي في المخ، ورم فيه، أو خرّاج، أو التهاب سحاء، وفي أول المرض يخف الألم، وموضعه الذي يحسّ فيه كون أي موضع في الجمجمة، ويكون الألم في الصباح عادة، ثم يخف كلما تقدم النهار، ويزيد فيه الإنحناء أو التوتر، أو حمر شيء، أو حتى السعال، ومن خصائص هذه الحال تليْؤ، وباطراد المرض يبلغ صاحبه حالاً يشتد فيها الألم فلا يجد سبيلاً للخلاص إلا الرقاد في سكون كامل.
صداع نفساني
هذه بعض اختلالات في الجسم يصحبها الصداع، عرضاً، جئت منها بالقليل الدارج، وأغفلت الكثير، ومن الكثير الذي أغفلته، وهو خطير، صداع له أسباب نفسانية.
يروى أنه هناك فتاة كانت تشكو صداعاً مستمراً، وتتعاطى أقراصاً أنوعا علها تذهب به فما يذهب، ودام الحال سنتين، وفحص الطبيب جسمها فلم يجد فيه ما يعزو إليه الصداع، فاتجه يفحص نفسها، فعرف أنها متزوجة، وأن لها حماة تكرها، وتتدخل في أمورها فتعكّر عليها صفوها، وهذه الحماة بدأت حياة هذه الفتاة باهدار كرامة الزوجة اعلانا في جمع من صواحبها، وظل هذا الحادث حياً في ذاكرتها، لا تستطيع نسيانه أبداً.
وإذا أطلع الطبيب على كل هذا عمل على تفادي أسبابه، وعندئذ فقط انقطع صداع الفتاة، فلم يعد إليها.
وهذا صداع نفسي كان من السهل اكتشاف أسبابه، ولكن ما هكذا يسهل اكتشاف أسباب أخرى أعمق، وأعقد، وأخفى، وأوضاع الحياة التي تأتي بها الصداع ،وأشباهه كثيرة.
والصداع قد نشعر به عندما نصاب بنزلة برد أو حمى أو في حالة ما قبل نزول الطمث لدى السيدات، ولو كان الصداع لأول مرة لدى من هم فوق الخمسين عاماً فقد يكون سببه التهاب شرياني صدغي Temporal arteritis يسبب زغللة في الرؤية وألم أثناء المضغ وهذا النوع قد يؤدي للعمى لو لم يعالج بواسطة الطبيب المختص وعادة يعالج بالإستيرويدات steroids ليساعد في منع العمى. وهناك أسباب نادرة تسبب الصداع كنزيف المخ أو ورم به أو التهاب الحمى الشوكية أو الالتهاب أو الجلطة أو العدوى بالمخ.
متي تلجأ للطبيب ؟
لابد للشخص أن يضع في الاعتبار هذه الأعراض بجدية ليلجأ إلى الطبيب عندما ينتاب الشخص الصداع فجأة ويكون شديداً أو يصاحبه تلعثم في الكلام واختلاف في الرؤية أو مشاكل في تحريك الساقين أو الذراعين أو فقدان التوازن أو الاضطراب العقلي كفقدان الذاكرة. أو لو أخذ الصداع يزيد خلال فترة 24 ساعة. أو صاحبه حمي أو تصلب الرقبة أو الغثيان أو القيء. أو في حالة إصابة الرأس أو في حالة أن يكون الصداع شديداً ومركزاً في جهة عين واحدة مع احمرار العينين. ولو كان الشخص فوق سن الخمسين والصداع يصاحبه خلل في الرؤية أو ألم في أثناء المضغ، أو في حالة إيقاظه أيضاً من النوم أو يستمر لعدة أيام أو كان الصداع شديداً بالصباح أو غير معروف السبب فعليه التوجه للطبيب. ويمكن إبلاغه أن الصداع يتركز في الجبهة أو حول العينين أو خلف الرأس أو خلف العين أو في كل الرأس أو في جانب منها أو الشعور بضغط فوقها. ومتى يحدث الصداع ومدته؟ وهل يوقظك من النوم أو يقع بالنهار ويخف بالليل ؟، وهل يتكرر ؟، وهل يصل شدته خلال ساعة أو ساعتين ؟، وهل يسوء عندما تكون ملقياً على ظهرك وتقوم فجأة ؟ أو عندما تسعل ؟، ما هو العلاج الذي يفيدك ؟، كل هذه الأسئلة لها دلالتها في تشخيص وعلاج الصداع.
الوقاية
- النوم الكافي
- الأكل المفيد
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- فرد الرقبة والجزء العلوي من الجسم. ولاسيما ولو كان العمل يتطلب الجلوس طويلا.
- ترك التدخين.
- تعلم كيف تسترخي وتنفس بعمق.
- التقليل من الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لفترات طويلة.
العلاج
علاج الأصدعة يختلف بالاختلاف أسبابها، فلا بد من الكشف عن السبب أولا، ليكون العلاج الصالح، فالعين لا بد ان تفحص، من حيث القراءة المجهدة، أو الكتابة المتصلة الطويلة، لا سيما في الضوء الضعيف، وإلى أن تتيسر زياة طبيب العيون لا بد من أن يمتنع صاح بالصداع عن قراءة الكتابة ذات الحروف الصغيرة على الورق الرخيص، وأن يمتنع عن القراءة في العربات والسيارات والقطارات.
والعمل إن كان مرهقاً لا بد أن يوقف، والهم أن كان متكاثراً فلا بد لصاحبه من أن يتحول، وفترات الهمّ، كفترات العمل، لا بد أن تعطى فتراتها من راحة.
والإمساك، إن كان يظن أنه سبب الصداع، يجب أ، يعالج بحسبانه مرضاّ قائماً بذاته، وهلم رجا.
تشخيص الداء أولاً، وبإزالة السبب يزول المسبّب.
عندما يحدث الصداع دون الوقت واليوم الذي بدأ فيه وسجل ماذا أكلت خلال الـ 24 ساعة. وكم من الوقت قضيته في النوم بالليل وفي ماذا كنت تفكر قبل بداية الصداع. وهل يوجد اجهاد في حياتك؟. ومدة الصداع. وماذا فعلت لتوقفه ؟. ويمكن للصداع أن يخف لو ركنت للراحة وعيناك مغلقتان ورأسك مسنودة. واتباع طرق الاسترخاء تساعد أيضاً. [[كما أن التدليك ووضع شيئاً ساخناً وراء أعلى الرقبة تفيد في تخفيف الصداع التوتري. ويمكن استعمال الأسبرين]] والأيبوبروفين والباراسيتامول. ولا يعطي الأسبرين للاطفال حتى لا يصابوا بحالة راي Reye's syndrome.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
من فضلك اكتب تعليقا مناسبا