بحث

مدونة الدكتور حمدى زكريا الطبية

اضطراباتُ الصَّوت




مقدمة

صوتُ الإنسان هو الصوتُ الذي يخرج عندما يتكلَّم المرء أو يصيح أو يغني. واضطرابات الصوت هي حالات تحدث بسبب إصابة الحبال الصوتية، ممَّا يؤثِّر في طريقة كلام الشخص وصوته. من الممكن أن تؤدِّي اضطراباتُ الصوت إلى جعل التواصل مع الآخرين صعباً. وقد تسبِّب ألماً أيضاً. كما يمكن لاضطرابات الصوت أحياناً أن تكونَ علامة تشير إلى وجود مشكلة أكبر. تشرح هذه المعلوماتُ الصحية اضطرابات الصوت. وهي تتناول اضطرابات الصوت الشائعة، وأعراضها، وكيفية معالجتها.

التشريح

الحلقُ هو الأنبوب المجوف الذي يبدأ من خلف الأنف. وهو ينتهي في أعلى الرُّغامى (أنبوب الهواء) والمريء. والمريءُ هو أنبوب الإطعام. يمرُّ الطعامُ من الفم إلى المريء عن طريق الحلق؛ ثم يذهب إلى المعدة عبر المريء. لكنَّ الحلق يُمرر الهواء إلى الرغامى وإلى الحبال الصوتية أيضاً. يحتوي الحلقُ على حبلين صوتيين. وهما موجودان بين قاعدة اللسان والرغامى. ويهتزُّ الحبلان الصوتيان فيصدران الصوت عندما يصطدم الهواء بهما. وتتردَّد أصداءُ هذا الصوت في الحلق والفم والأنف، فينتج صوت الإنسان الذي نسمعه.

الأعراض العامة

تؤثِّر اضطراباتُ الصوت في طريقة كلام الشخص وفي الصوت الذي نسمعه عندما يتكلَّم. وهي تؤدي غالباً إلى تغيُّرات في طبيعة الصوت. وقد تؤدي اضطراباتُ الصوت إلى جعل الكلام صعباً. تشتمل الأعراضُ العامة لاضطرابات الصوت على ما يلي:
صوت منخفض النبرة أو خشن.
عدم القدرة على الغناء.
صُعوبة الكلام.
بُحَّة الصوت.
حكَّة في الحلق.

وتستمرُّ هذه الأعراضُ أكثر من أسبوعين أو ثلاثة أسابيع عادةً. من الممكن أحياناً أن تؤدِّي اضطرابات الصوت إلى السعال. وقد يشعر المرء غالباً بحاجة إلى النحنحة من أجل تنظيف حلقه. وقد يصبح البلعُ صعباً في أغلب الأحيان.


التهاب الحَنجَرة

التهابُ الحنجرة هو إلتهاب يصيب الحبال الصوتية. وهو من أكثر اضطرابات الصوت شيوعاً. يمكن أن يؤدِّي التهابُ الحنجرة إلى ضعف الصوت أو خشونته. كما قد يسبب جفافاً وألماً في الحلق. وقد يشعر المرءُ بحكَّة أو دغدغة أو جفاف في حلقه. وقد يؤدي التهاب الحنجرة إلى السعال أيضاً. هناك نوعان من التهاب الحنجرة: التهاب الحنجرة الحاد، والتهاب الحنجرة المزمن. يستمرُّ التهابُ الحنجرة الحاد أسبوعاً أو أسبوعين عادةً. وغالباً ما يتحسَّن بعد المعالجة. كما أنَّ التهاب الحنجرة الحاد لا يكون في حاجة إلى معالجة في بعض الأحيان. من الممكن أن يحدثَ التهابُ الحنجرة الحاد بسبب ما يلي:
عدوى فيروسية.
فرط استخدام الصوت.

وفي بعض الحالات النادرة، يمكن أن تكونَ العدوى البكتيرية هي سبب التهاب الحنجرة الحاد. يستمر التهابُ الحنجرة المُزمن أكثر من ثلاثة أسابيع. وغالباً ما يحدث بسبب المُهَيجات كالتدخين والمواد الكيميائية والكحول مثلاً. وهنالك أسباب أخرى لالتهاب الحنجرة المزمن. ومن هذه الأسباب:
التقدُّم في السن.
علاجات السرطان.
الجَزر أو الارتجاع المعدي المريئي.
العدوى.

غالباً ما يجري تشخيصُ التهاب الحنجرة عن طريق إجراء يُدعى باسم تنظير الحنجرة. وخلال تنظير الحنجرة، يستخدم مُقدم الرعاية الصحية مصباحاً صغيراً ومرآة حتى ينظر إلى القسم الخلفي من الحلق. وغالباً ما تعتمد معالجةُ التهاب الحنجرة على سبب هذا الالتهاب. المحافظةُ على رطوبة الحلق أمرٌ مهم خلال معالجة التهاب الحنجرة. وعلى المريض أن يُكثرَ من شرب السوائل، إضافة إلى تجنُّب الكحول والكافيين. كما أنَّ استخدامَ سكاكر المَص أو العلكة مفيد أيضاً من أجل المحافظة على رطوبة الحلق. وعلى المريض أيضاً أن يستخدم مُرطب الجو حتى يجعل الهواءَ المحيط به رطباً. يجب أن يحاولَ المرءُ إراحةَ صوته كلما كان ذلك ممكناً. وعليه أن يتجنَّب الغناء أو الصراخ أو إطالة الكلام. على المرء أن يحاولَ تجنُّب التعرُّض للمواد الكيميائية الضارة والدخان. وعليه أن يستخدم الحماية المناسبة وقناع الوجه إذا كان عمله يتطلَّب التعامل مع مواد مُهيجة مؤذية. وإذا كان مدخِّناً، فعليه أن يترك التدخين أيضاً. يعالج الأطباءُ التهابَ الحنجرة باستخدام الأدوية أحياناً.

شلل الحبال الصوتية

يحدث شللُ الحبال الصوتية عندما لا تعمل الأعصاب والعضلات التي تتحكم بالحبال الصوتية عملاً سليماً. وتؤدي هذه المشكلاتُ إلى توقُّف الحبال الصوتية عن الحركة والعمل. إضافةً إلى الأعراض العامة لاضطرابات الصوت، فقد يؤدي شلل الحبال الصوتية إلى ما يلي أيضاً:
صعوبة التنفُّس.
تنفُّس عالي الصوت.
صعوبة البلع.

ويظل سببُ شلل الحبال الصوتية غير معروف في أغلب الأحيان. إنَّ إصابات الحبال الصوتية أو الرقبة أو الصدر يمكن أن تسبب شلل الحبال الصوتية. وقد تحدث الإصابةُ عند التعرُّض لحادث رضِّي، كحادث سيارة أو إصابة رياضية مثلاً. كما يمكن أن تحدثَ الإصابة خلال العمليات الجراحية أحياناً. الورمُ هو نُموٌّ شاذ في النسيج. ومن الممكن للأورام التي تظهر في الجمجمة أو الرقبة أو الحلق أن تسبِّبَ شلل الحبال الصوتية أحياناً. يمكن أن يحدثَ شلل الحبال الصوتية بسبب عدوى فيروسية أيضاً. وهناك بعض أنواع العدوى الفيروسية التي قد تصيب الأعصاب من حول الحبال الصوتية بالضرر، فتؤثِّر في الصوت. من أجل تشخيص شلل الحبال الصوتية، يطرح مُقدم الرعاية الصحية على المريض أسئلة عن تاريخه الطبي. كما يجري للمريض فحصاً جسدياً. وقد يجري فحصاً للدم أيضاً. قد يجري مُقدم الرعاية الصحية فحصاً يدعى باسم تخطيط كهربية عضلات الحنجرة. وخلال هذا التخطيط، يقيس مُقدم الرعاية الصحية التيارات الكهربائية المارة عبر الحبال الصوتية، وذلك باستخدام إبر صغيرة يضعها في جلد الرقبة. غالباً ما تجري معالجةُ شلل الحبال الصوتية عن طريق المعالجة الصوتية. والمعالجةُ الصوتية هي تدريب تخصُّصي يهدف إلى المساعدة على تحسين قدرة المريض على التنفُّس والكلام. تكون الجراحةُ ضرورية أحياناً من أجل إصلاح الحبال الصوتية. ومن الممكن أن تؤدِّي هذه الجراحة إلى تحسين قدرة المريض على الكلام والتنفس والبلع.

آفات الحبال الصوتية

آفاتُ الحبال الصوتية هي نُموّات شاذة على الحبال الصوتية. وغالباً ما تحدث هذه النمواتُ بسبب فرط استخدام الحبال الصوتية. وتشتمل آفات الحبال الصوتية الشائعة على ما يلي:
العُقَيدات.
البوليبات.
الكيسات.

العُقَيداتُ هي نُموات صغيرة تظهر على الحبال الصوتية. وغالباً ما تكون قاسية خشنة. وقد تسبِّب خشونةَ الصوت وألم الرقبة وألم الأذنين أيضاً. البوليباتُ أو السلائل هي نتوءات متورِّمة تتشكل على الحبال الصوتية. لكنها تكون أكثر طراوة من العُقَيدات وأكثر شبهاً بالنفطات الجلدية. الكيساتُ هي نُموات قاسية تظهر ضمن غشاء أو كيس. وتكون أحجام الكيسات متباينة. إضافةً إلى الأعراض الشائعة لاضطرابات الصوت، فإن آفات الحبال الصوتية يمكن أن تسبِّب ما يلي:
تقَطُّع الصوت عند نطق جمل كاملة.
سرعة إصابة الصوت بالتعب.
صعوبة بدء الكلام.

من أجل تشخيص آفات الحبال الصوتية، يطرح مُقدم الرعاية الصحية على المريض أسئلة عن تاريخه الطبي. كما يجري فحصاً جسدياً للمريض. وغالباً ما يجري تشخيصُ آفات الحبال الصوتية عن طريق تنظير الحنجرة. غالباً ما تجري معالجةُ آفات الحبال الصوتية عن طريق إراحة الصوت وعن طريق المعالجة الصوتية. وتكون الجراحةُ ضرورية أحياناً من أجل إزالة النموات عن الحبال الصوتية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من فضلك اكتب تعليقا مناسبا