مقدمة
فشلُ القلب الإحتقاني هو حالةٌ شائعة تصيب الملايين من الناس كلَّ عام. يمكن السيطرة على مرض القلب. لكن، في حال عدم السيطرة عليه بنجاح، يمكن أن يؤدِّي فشل القلب إلى عجْز خطير أو إلى الموت. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي فشلَ القلب الإحتقاني، وكيفيةَ تنظيم برنامج تناول الأدوية والسيطرة على فشل القلب الإحتقاني من خلال تغييرات في أسلوب الحياة.
فشل القلب
يقوم القلبُ بمهمَّة ضخِّ الدم إلى جميع أعضاء الجسم، والقلبُ هو عضلة متخصِّصة جداً، ويُتوقَّع منه العمل بشكل متواصل، من دون راحة، طوالَ الحياة! فشلُ القلب هو حالةٌ لا يعود فيها القلب قادراً على ضخِّ الدم إلى باقي أعضاء الجسم بمعدَّل طبيعي. عندما لا يتمكَّن القلب من ضخِّ كلِّ الدم الذي يصل إليه، فمن المحتمل أن يُرَشّحَ السائل الفائض إلى الرئتين وإلى أجزاء أخرى من الجسم. يسبِّب نقصُ إمداد الجسم بالدم، بالإضافة الى تراكم السوائل، أعراضَ فشل القلب. وعندما تتجمَّع السوائل في الرئتين، تُسمَّى هذه الحالة الإحتقان. ولذلك، يُدعى هذا المرضُ فشلَ القلب الإحتقاني. يمكن لفشل القلب الإحتقاني، في حال عدم السيطرة عليه، أن يؤدِّي إلى تعب شديد، بحيث يشعر المريضُ بتعب بعد القيام بنشاطات بسيطة جداً، كالمشي أو تناول الطعام.
مغادرة المستشفى
إذا دخل المريضُ إلى المستشفى، سوف تقوم الممرِّضة بمراجعة التعليمات المتعلِّقة بخروجه قبل مغادرته المستشفى. ومن المهم أن يفهم المريض توصيات طبيبه حول:
• الأدوية.
• قياس الوزن يومياً.
• النظام الغذائي والسوائل التي يمكن تناولها.
• مستوى النشاط الملائم للمريض.
• مواعيد زيارة الطبيب.
• ما عليه القيام به في حالِ ساءت أعراضُ المرض.
إنَّ اتِّباعَ هذه التعليمات سوف يساعد المريض على السيطرة على فشل القلب بفعَّالية أكبر. يجب أن يطلع طبيب العائلة أو المسؤول عن الرعاية الصحية الأولية على التعليمات التي تلقاها المريض عند خروجه من المستشفى. ويجب التأكد من إعطاء الطبيب الذي عاين المريض في المستشفى اسم و عنوان طبيب العائلة، مع طلب إرسال ملخص الخروج من المستشفى إلى طبيب العائلة أو المسؤول عن الرعاية الصحية الأولية للمريض.
يجب أن يتَّصلَ المريضُ بالطبيب إذا شعر بما يلي:
• زيادةٌ مفاجئةٌ في الوزن (حوالي كيلو غرام واحد في اليوم أو كيلوغرامين ونصف في خمسة أيَّام).
• تفاقمُ ضيقِ التنفس.
• ازديادُ التورُّمِ في القدمين أو الساقين أو البطن.
• الحاجةُ إلى وساداتٍ أكثر أو النومُ متكئاً على كرسي.
يجب أن يتَّصل المريضُ بالطبيب إذا شعر بما يلي:
• الاستيقاظُ من النوم لالتقاطِ الأنفاس.
• دوخةٌ حديثةٌ أو دوخةٌ تزدادُ سوءاً.
• سعالٌ لا يخف.
• عدمُ انتظامٍ حديثٍ أو متزايدٍ في نبضات القلب.
• أيةُ مشاكلٍ في أدوية فشل القلب.
كما يحتاج المريضُ إلى عناية خاصَّة إذا ساءت الأعراض! على المريض أن يطلبَ من أحدٍ ما أن ينقلَه بالسيَّارة إلى غرفة الطوارئ أو الاتِّصال بالإسعاف إذا شعر بما يلي:
• ضيقٌ شديدٌ في التنفُّس.
• سعالٌ مع بصقِ بَلْغَم أو قَشَعٍ زهري رَغوي.
• انزعاجٌ أو ألمٌ أو ضغطٌ في الصدر لا يزول بالراحة أو بدواء النَيتْروغْليسيرين
العلاج بالدواء
يستند الطبيبُ في اختياره للأدوية إلى نوع فشل القلب الذي يعاني منه المريض ومدى شدّته واستجابته لبعض الأدوية. يجب على المريض أن يخبرَ طبيبه عن الأدوية التي يتناولها حالياً، بما في ذلك الأدويةُ التي لا تحتاج إلى وصفة، والفيتامينات، أو المكمِّلات الغذائية. وبهذه الطريقة، يمكن للمريض أن يضمن أفضل مجموعة من الأدوية لعلاج فشل القلب. سوف يشرح الطبيبُ أو مقدِّم الرِّعاية الصحية التأثيراتِ الجانبيةَ المحتملةَ للدواء. ولكن يجب إبلاغ الطبيب عندَ ملاحظة أيَّة تأثيرات جانبية. على المريض استشارة الصيدلاني عند اختيار دواء جديد. ملاحظاتٌ أو نصائح تساعد المريضَ على أن يتذكَّر تناول أدويته: معرفة اسم وجرعة وسبب تناول كلِّ دواء. القيام بإعداد جدول مبسَّط للأدوية. تحديث الجدول حينما تتغيَّر الأدوية، خاصَّة إذا كان قد دخل المستشفى. تناول الأدوية في أوقات محدَّدة، مثل وقت الطعام أو وقت النوم. عدم إغفال أيَّة جرعة دواء؛ وإذا تأخَّر المريض عن تناول جرعة ما، فلا يجوز تناول جرعتين معاً. استعمال منبِّه للتذكير بتناول الدواء. استعمال علبة لحبوب الدواء تساعد على تنظيم تناول الأدوية اليومية.
تغيير أسلوب الحياة
تساعد عاداتُ الحياة العشر التالية في السيطرة على فشل القلب. تجنُّب تناول الملح. يسبِّب الملحُ تجمُّعَ السوائل في الجسم. وعند تخفيف كمية الملح التي نتناولها، يمكن خفض التورُّم وتجمُّع السوائل في الرئتين. تحتوي الأطعمة المجمَّدة والمعلبة واللحوم المكرَّرة أو المصنَّعة على الكثير من الملح. يجب أن يقلِّلَ مرضى فشل القلب من كمِّية الملح المستهلكة إلى ما دون ألفَي ميليغرام يومياً. كما يجب عدمُ إضافة الملح إلى الطعام، خلال الطبخ أو على مائدة الطعام. ممارسة النشاط الجسدي. لابدَّ من محاولة ممارسة النشاط المتاح، ولكنَّ مع البقاء ضمن ما تسمح به الحالة الصحيَّة. ويجب استشارة الطبيب حول نوع النشاطات التي يمكن القيام بها، لأنَّ فشل القلب يؤثِّر عادة في مستوى النشاط المثالي لمعظم المرضى. إنقاص الوزن إذا كان زائداً. يجب استشارة مقدِّمي الرعاية الصحية حول الإمكانيات المتوفِّرة التي تساعد على إنقاص الوزن، بما في ذلك اختصاصيو التغذية والمشاركة في حضور جلسات التدريب ومواد التثقيف الصحِّي. اتِّباع نظام غذائي صحِّي، متوازن، غني بالألياف ومنخفض الدهون والملح. قياس ضغط الدم بانتظام. فإذا كان مرتفعاً، يجب السيطرة عليه بتجنُّب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الملح وتناول الأدوية الموصوفة. الامتناع عن التدخين. ينبغي استشارة مقدِّمي الرعاية الصحِّية حول الإمكانيات المتوفِّرة التي تساعد على الإقلاع عن التدخين. قياس مستويات الكولستيرول والسكَّر في الدم والسيطرة عليها. تجنُّب استعمال العقاقير المحظورة والكحول تماماً. الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم في الليل والخلودُ إلى الراحة بشكل متكرِّر. محاولة السيطرة على الإجهاد. يجب استشارةُُ مقدِّمي الرعاية الصحية حولَ الإمكانيات المتوفِّرة للسيطرة على الإجهاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
من فضلك اكتب تعليقا مناسبا