الذبحةُ الصدريَّة angina هي ألمٌ صدريّ يحدث عندما تقلُّ الترويةُ الدمويَّة للعضلة القلبيَّة. ويعود السببُ في ذلك إلى تصلُّب وتضيُّق الشرايين المغذِّية للقلب.
يبدو الشعورُ بالألم والانزعاج في الذبحة كألمٍ كليل dull أو ثِقَل أو شدّ أو ضيق في الصَّدر، قد ينتشر في بعض الأحيان إلى الذراع اليُسرى أو الرقبة أو الفكِّ أو الظهر.
يُحرَّض الألمُ بالنشاط البدني أو الشدَّة عادةً، ولا يدوم في الحالات النموذجيَّة سوى بضع دقائق فقط. وهو ما يُدعى نوبةَ الذبحة angina attack غالباً.
من يُصاب بالذبحة؟
الذبحةُ حالةٌ شائعة بين كبار البالغين؛ وهي تصيب الرجالَ أكثر من النساء؛ ففي المملكة المتَّحدة، على سبيل المثال، يُقدَّر بأنَّ 1 من كلِّ 12 رجلاً، وواحدة من كلِّ 30 امرأة بعمر 55 سنة و 64 سنة لديهما ذبحة. وتزداد هذه النسبةُ إلى 1 في كلِّ 7 رجال وواحدة في كلِّ 12 امرأة بعدَ عمر 65 سنة.أنواع الذبحة الصدريَّة
النوعان الرَّئيسيَّان للذبحة الصدريَّة هما الذبحةُ المستقرَّة stable angina والذبحة غير المستقرَّة unstable angina.•الذبحة المستقرَّة. تنجم فيها نوباتُ الذبحة عن محرِّضٍ سابق (مثل الجهد أو التمرين)، وتتحسَّن بالدواء والراحة.
•الذبحة غير المستقرَّة. تأتِي فيها نوباتُ الذبحة بشكلٍ غير متوقَّع، حيث تحدث من دون محرِّض واضح وتستمرُّ رغم الراحة.
الذبحةُ المستقرَّة ليست خطرةً على الحياة بحدِّ ذاتها. ولكنَّها علامةٌ تحذيريَّة مهمَّة على زيادة خطر الإصابة بنوبةٍ قلبيَّة أو سكتة خطرة على الحياة.
تحدث الذبحةُ غير المستقرَّة بعدَ ذبحةٍ مستقرَّة سابقة في بعض الحالات، في حين تكون غيرَ مسبوقةٍ بتاريخ لذبحةٍ مستقرَّة في حالاتٍ أخرى.
يجب أن تُعَدَّ الذبحةُ غير المستقرَّة حالةً إسعافيَّة، لأنَّها تدلُّ على تدهورٍ مفاجئ وسريع في القلب، ممَّا يزيد من خطر الإصابة بنوبةٍ قلبيَّة أو سكتة.
لماذا تحدث الذبحة؟
تنجم معظمُ حالات الذبحة عن التصلُّب العصيدي (تَصلُّب الشَّرايين) atherosclerosis، وهو تصلُّبٌ وتضيُّق في الشرايين ناجمان عن تَراكُم موادّ دهنيَّة تُدعى اللويحات plaques. وهذا ما قد يؤدِّي إلى التقليل من التروية الدمويَّة للقلب، ويحرِّض أعراضَ الذبحة.يزيد كلٌّ من تقدُّم العمر والتدخين والبدانة وتناول نظام غذائي غنيّ بالدهون المشبعة saturated fats خطرَ الإصابة التصلُّب العصيدي.
متى تُطلَب المساعدة الطبِّية؟
يجب طلبُ الإسعاف عندَ الشكوى من ألم صدريّ إذا لم يكن قد شُخِّصت لدى الشخص مشكلةٌ قلبيَّة سابقاً.ولكن، عندَ حدوث نوبةِ ذبحة، وقد شُخِّصت لدى الشخص هذه الحالة سابقاً، يجب تناول الدواء الموصوف للمريض (ثُلاثِيّ نِترات الغلِيسيريل glyceryl trinitrate). ويمكن استعمالُ جرعةٍ ثانية بعدَ خمس دقائق إذا لم تُعطِ الجرعةُ الأولى أيَّ تأثير. ولكن، إذا لم يحدث أيُّ تحسُّن بعدَ خمس دقائق من الجرعة الثانية، يجب الاتِّصالُ بالإسعاف.
معالجةُ الذبحة
تهدف المعالجةُ إلى التخفيف من الأعراض خلال نوبة الذبحة، والتقليل من عدد هذه النوبات، والحدّ من خطر حدوث النوبة القلبيَّة أو السَّكتة.يمكن استعمالُ عددٍ من الأدوية في محاولةٍ لتحقيق هذا الهدف؛ حيث يُؤخَذ بعضُها حسب الحاجة، بينما يُؤخَذ بعضُها الآخر يومياً.
قد يُوصَى بالجراحة لتوسيع الشرايين المتضيِّقة أو تجاوزها (المجازة bypass) إذا لم تستجب الأعراضُ للدواء.
المضاعفات
أكثر ما يُقلِق المصابين بالذبحة هو تفاقمُ التصلُّب العصيدي، حيث قد يؤدِّي ذلك إلى توقُّف أو إعاقة التروية الدمويَّة للقلب، الأمر الذي يمكن أن يسبِّب النوبةَ القلبيَّة. وبالمِثل، قد تقود إعاقةُ التروية الدمويَّة للدِّماغ إلى السَّكتة.يُقدَّر بأنَّ نحو 1 من بين كلِّ 100 شخص مصاب بالذبحة المستقرَّة يتعرَّض لنوبةٍ قلبيَّة أو سكتة مميتة، وأنَّ زهاء 1 من كلِّ 40 شخصاً يتعرَّض لنوبةٍ قلبيَّة أو سكتة غير مميتة.
يمكن للمريض أن يقلِّلَ بشكلٍ ملحوظ من خطر الإصابة بهذه المضاعفات، وذلك من خلال إجراء تعديلاتٍ على نمط الحياة؛ فعلى سبيل المثال، إذا كان الشخصُ بديناً ومدخِّناً، يمكنه أن يُنقِصَ بشكلٍ ملحوظ من هذا الخطر بالإقلاع عن التدخين والمحافظة على وزنٍ صحِّي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
من فضلك اكتب تعليقا مناسبا