بحث

مدونة الدكتور حمدى زكريا الطبية

الأمراض المزمنة فى الاطفال

الأمراض المزمنة 
المحاضرة الثالثة
الأمراض المزمنة فى الاطفال


أ‌- الأمراض المزمنة في الأطفال
 هي أمراض تدوم فترات طويلة وتتطور بصورة بطيئة عموما. وتأتي الأمراض المزمنة في مقدمة الأسباب الرئيسية للوفاة في شتى أنحاء العالم، إذ تقف وراء 63% من مجموع الوفيات.
ومن الأمراض المزمنة والفتاكة:
 السرطان و الربو والصرع وفرط التحسس الشديد 
هذه الأمراض التي تتميز بخطورتها وطول أمدها وحاجتها إلى المتابعة الطبية لفترات طويلة قد تمتد إلى طول العمر. إضافة إلى تبعاتها النفسية والاجتماعية التي تثقل كاهل المريض وأسرته ، وتعرضهم لضغوط اجتماعية تحرمهم من متابعة العيش في ظل ظروف طبيعية ومستقرة.
أثر المرض المزمن على حياة الطفل:
غير مستقر بالدراسة إما بسبب الغياب المتكرر او الآلام من المرض او بسبب الادوية والعلاجات وعدم القدرة على التركيز والانتباه.
قلق مستمر لعدم استقرار حالته الصحية.
الاحساس بالإحباط لعدم مجاراة زملائهم بسبب المرض.
  نمو مشاعر الغيرة والضيق نتيجة المقارنة المستمرة التي يجريها الطفل بين ذاته وأقرانه الاصحاء.
 تذبذب في العلاقات الاجتماعية والتفاعل مع الاقران الآخرين وعدم القدرة او تدنيها على الاحتفاظ بالصداقات والصلات  الاجتماعية.
اثر المرض المزمن على حياة الأسرة:
يمر أغلب الأهالي بمراحل نفسية متدرجة بعد تشخيص المرض يشعرون بالذهول ، وبعد ذلك يأتي الإنكار وتتزايد لديهم مشاعر الغضب وباستمرار المرض وتجليه وبمعرفة وضع الطفل وظروفه يتم تقبل الحقيقة.
يتهدد بناء الأسرة نتيجة لحدوث اضطرابات في العلاقات الأسرية سواء بين الزوج والزوجة  حيث تضطر الأم للغياب عن البيت لمرافقة طفلها المريض ، ويتغير نمط الحياة اليومية ، وقد تضطر الأم لترك عملها والتقليل من نشاطاتها وعلاقاتها الاجتماعية ، مما يؤثر على الحالة المادية للأسرة ، في الوقت الذي تزداد فيه حاجتها إلى المال لسد نفقات العلاج والتنقل خاصة للمقيمين في الأماكن البعيدة عن توافر الخدمات الصحية ، كما أن المعاملة الخاصة للطفل المريض تكلف الأهل نفقات إضافية. 
دور المدرسة في التعامل مع الطفل المريض بمرض مزمن :  
توفير المعلومات حول هذه الامراض وأعراضها وطرق التعامل معها ( ما يجب وما لا يجب القيام به) وتثقيف زملاء الطفل.
توعية المعلمين والإدارة بالحالات المرضية واحتياجات افرادها.
تهيئة وتوفير مناخ من التقبل غير المشروط لهؤلاء الاطفال من الزملاء والمعلمين والإدارة المدرسية.
توفير انشطة بديلة ( رياضة , فنون مسرح ، كتابة ، القاء ، مسابقات...) تعويضية تتلاءم مع اوضاع الطفل وإمكاناته.
العمل مع الوالدين بشكل وثيق ومستمر والتنسيق معهما بشأن اية خطوة ينبغي اتخاذها لمصلحة الطفل.
التشجيع المستمر و التأكيد على  إظهار الثقة بالفرد وبقدراته والإيمان بإمكاناته الذاتية.
تعليم الطفل تقنيات يستطيع ان يستخدمها لتحسين معنوياته وصموده مثل الحديث الإيجابي مع الذات، الاسترخاء  وعدم الانفعال والغضب ، التوقف عن التفكير ( بالأمور السيئة او المخيفة).
دور المؤسسات التطوعية: 
من خلال جمع التبرعات في شهور الأعياد و رمضان من كل سنة ،
 و القيام برحلات مجانية إلى المناطق المفتوحة ، و تنظيم مهرجانات رياضية ،
بذل الجهود  في نشر الوعي لدى الرأي العام وقد تكون هذه الأنشطة الفرصة الوحيدة التي تجعل الطفل المريض في تواصل مباشر مع آخرين من خارج دائرته المحدودة .


أمثلة للأمراض المزمنة

الربو (حساسية الصدر)



حقائق أساسية
الربو واحد من الأمراض المزمنة الرئيسية. وهو يصيب الممرات الهوائية للرئتين فيلهبها ويضيقها.
يعاني حاليا نحو 235 مليون فرد من الربو ، وهو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعا بين الأطفال.
أسباب الربو
أسباب المرض الأساسية ليست مفهومة تماما. وتتمثل في الاستعدادات الوراثية المقترنة بالتعرض لاستنشاق المواد والجزيئات التي يمكن أن تؤدى إلى  تهيج  المسالك التنفسية  ومنها ما يلي :
مهيجات حساسية داخلية (مثل عث غبار المنزل في المفروشات والسجاد والأثاث المنجد والتلوث ووبر الحيوانات الأليفة).
مهيجات حساسية خارجية (كغبار الطلع والعفن).
دخان التبغ.
مهيجات كيميائية في محل العمل.
تلوث الهواء.
الهواء البارد.
والانفعال العاطفي الشديد كالغضب أو الخوف.
والتمارين البدنية.
بعض الأدوية منها : الأسبرين والعقاقير الأخرى الخالية من الستيرويد  والمضادة للالتهابات.
أعراض الربو
والربو مرض مزمن يتسم بحدوث نوبات متكررة تتراوح بين صعوبة التنفس والتزيق بالصدر ، وتصبح أسوأ لدى البعض أثناء مزاولة النشاط البدني أو في الليل. وكثيرا ما تسبب أعراض الربو المتكررة الأرق بالليل والإرهاق أثناء النهار وانخفاض مستويات النشاط والتغيب عن المدرسة.
علاج أزمة الربو
على الرغم من أن الربو لا يمكن شفاؤه إلا انه يمكن تحسين حياه المريض بما يلي :-
1. تجنب مهيجات المرض - المحفزات التي تهيج المسالك التنفسية وتسبب التهابها.
2. العلاج بموسعات الشعب الهوائية مثل الثيوفللين. 
3. العلاج بالكورتيزون. خاصة الموضعية مثل البخاخات.


داء السكري



ما من احد إلا و يعرف شخصا ما يعاني من مرض السكر.
داء السكري يحدث عندما لا تنتج خلايا البنكرياس المتخصصة كميات كافية من هرمون الأنسولين المسئول على تحويل السكريات والدهون والبروتين إلى مواد بسيطة وإنتاج الطاقة في الخلية  .
أعراض مرض السكري
عطش الطفل الشديد ، أكثر من المعتاد.
التبول أكثر من المعتاد.
 إصابة الطفل بالأرق أو تظهر علامات فقدان الوزن رغم زيادة الشهية.
أعراض الجفاف مثل جفاف الجلد ، أو جفاف الفم أو التعب و الإرهاق.
بعض الأطفال يصابون بآلام في المعدة ، أو بالصداع أو تعكر المزاج.
غيبوبة.
الخطة العلاجية لمريض السكري:
تكون بالتعاون بين الوالدين والمدرسة على النحو التالي: 
1- إبلاغ المدرسة بحالة الطفل المصاب بداء السكري 
ويكون التقرير شاملا للآتي: 
* تشخيص حالة الطفل بإصابته بداء السكري من النوع الأول. 
* تعريف مبسط بداء السكري ومضاعفاته وطرق علاجه. 
* نوع الأنسولين الذي يتناوله الطفل. 
* أهمية استخدام حقنة الأنسولين وكيفية استخدامها. 
* شرح خاص للإسعافات الأولية لمريض السكري.
* إتاحة الفرصة للاتصال بالطبيب المعالج. 
* أرقام هواتف الاتصال بالأهل والمستشفى وحتى الرعاية الصحية والطوارئ. 
2- تفهم المدرسة والمدرسين لحاجة الطفل للقيام بالأمور التالية: 
* تحليل سكر الدم في الأوقات المبرمجة مسبقا وعند ظهور أي أعراض مصاحبة. 
* حقن الأنسولين. 
* تناول الوجبات الخفيفة. 
* شرب الماء. 
* الذهاب إلى دورة المياه. 
* ممارسة جميع النشاطات المدرسية بدون قيود. 
3- قيام الوالدين بزيارة المدرسة والالتقاء مع الشخص المسئول عن الطفل بالمدرسة 
وإيضاح الخطة العلاجية والتعديل الطارئ الذي حدث في العلاج.  
* على الطفل أن يتعلم:
أعراض ارتفاعات وانخفاضات السكر وكيفية علاجه. 
كيفيه التعامل مع أنواع الرياضة وكيف يتم التحليل قبلها وأثناءها و بعدها. وأخذ الوجبات اللازمة لذلك. 
أن يحمل الطفل المصاب كرتا أو بطاقة تعريفية بمرض السكري والعلاج الذي يتناوله وجرعة الأنسولين وأرقام الهواتف الخاصة بالاتصال عند الطوارئ. 
خطة العلاج أثناء  فترة الامتحانات: 
* نعزز ثقة الطفل بنفسه وبإمكاناته ، وبالتالي تشجيعه على التحصيل الدراسي. 
* المحافظة على النمط الغذائي المفيد والمتنوع. 
* إزالة الضغوطات والتوتر أثناء الامتحانات. 
* مراقبة الطفل وإيجاد حلول للمشاكل المحيطة بالطفل والابتعاد عن الخلافات داخل المنزل. 
* العطف والحنان والابتعاد عن التوبيخ عند ارتكاب الهفوات والأخطاء البسيطة. 
* القدوة من الوالدين أنفسهم لأن الطفل يحاكي أبويه. 
الحالات الطارئة لمريض السكر : (سوف يتم مناقشة ذلك في باب الإسعافات الأولية لاحقا).


الصرع



ما هو الصرع ؟
الصرع هو الحالة المرضية الظاهرة نتيجة وجود شحنات كهربية غير طبيعية في الجهاز العصبي  وتظهر لنا بأشكال وأعراض متنوعة ، فمنها ما يظهر على شكل نشاط حركي متكرر أو ثابت ، في منطقة معينه أو في جميع أجزاء الجسم ، كما قد تظهر على شكل تغيرات في الأحاسيس أو زيادة عمل الجهاز العصبي اللاإرادي ، وفي البعض منها يفقد المريض الوعي وفي الأخرى بدون فقد الوعي ، وهذه الشحنات الكهربية تحدث لوجود مشاكل في الدماغ نفسه.
ما هو التشنج ؟
هو أحد الأعراض الظاهرة للصرع ، تظهر على شكل نوبات من تشنج العضلات أي انقباضها وارتخائها ، أو تظهر على شكل رجفات  متكررة للأطراف.
في أي مرحلة عمرية يحدث الصرع ؟
الصرع ممكن أن يبدأ في أي مرحلة عمرية ، وقد لوحظ أن  75% من الحالات تبدأ في مرحلة الطفولة .
ما هي المدة التي يستغرقها الصرع ؟
نوبات الصرع في معظمها قصيرة المدة  قد تستمر من بضعة ثواني( نوبات التغيب ) إلى عدة دقائق ، ومن النادر أن تستمر لعدة ساعات ، قد تتبعها فترة من النوم.أما "النوبات الصرعية  المستمرة ",فهي نوبات صرع وتشنج متكررة ربما تستمر لعدة ساعات (وليس نوبة واحدة طويلة) وهي حالة خطيرة تستدعي الذهاب إلى الإسعاف.
هل يؤدي التشنج للوفاة ؟
التشنج نفسه في الغالب لا يؤدي إلى مشاكل أو تأثيرات جسمية ، كما لا يؤدي للوفاة لا قدر الله  ولكن حدوث نوبات التشنج ذاتها قد تؤدي إلى هلاك الطفل  فمثلا عند حدوث التشنج في الشارع فقد تؤدي إلى حادث  وحدوث التشنج وهو على مرتفع قد يؤدي إلى سقوطه أو يكون في حوض السباحة مما يؤدي للغرق ، وفي حالات قليلة جدا وخصوصا النوبات التشنجية المتكررة فقد يؤدي استمرارها لمدة طويلة للوفاة لا قدر الله.
كيف يحدث الصرع - التشنج ؟
 عندما يحدث نشاط زائد الخلايا العصبية الدماغية (في أي موقع من المخ)، وحيث أن لكل مجموعة من الخلايا وظائف محددة ، لذلك تكون الأعراض معتمدة على وظيفة تلك الخلايا  فقد تظهر على شكل تشويش ، وقد تكون على شكل تشنجات عضلية للأطراف ، وقد تكون مصحوبة بفقدان الوعي.
أعراض الصرع:
1- الصعوبة في الكلام قد تكون احد أعراض الصرع عند الأطفال. 
2- قد يعاني من ارتعاشات و تقلصات في الأعضاء.
3- قد يعاني من الانحراف الصوتي و البصري
4- قد يعاني من مشاكل في الحواس (حاسة الشم و الذوق .. الخ).
5- قد يعاني من مشاكل في المعدة.
6- قد يعاني من الضيق و الإحساس بالهم و الخوف و القلق.
7- فقد الاتصال بالواقع لمدة قصيرة أو التو هان.
8- قد يقوم الطفل المصاب بحركات دون أي هدف.
9- قد يقوم بالتمتمة دون أن يعي ما يقول و يمكن أن يظهر حركات المضغ.
10- فقدان الوعي و السقوط. 
11- قد يصاب بتشنج و تصلب عضلي تام.
12- قد يصاب بكثرة الإفرازات اللعابية.
13- قد يحدث التبول أو خروج براز 
14- قد يصاب الطفل بتقيؤ و ارتباك عند اليقظة
 علاج الصرع 
بالعقاقير المضادة للصرع  لمدد طويلة.
انظر الإسعافات الأولية للتعامل مع حالات الصرع 
الصمم وضعف السمع

360 مليون شخص في العالم يعانون من فقدان السمع ولا تسد كميات المعينات السمعية المنتجة حاليا سوى أقل من 10% من الاحتياجات العالمية. والصمم فقدان القدرة على السمع من إحدى الأذنين أو كلتيهما بشكل تام.
أنواع ضعف السمع 
ضعف السمع التوصيلي : وهو مشكلة في الأذن الخارجية أو الوسطى.
ضعف السمع الحسي العصبي: وهو ضعف ينجم عادة عن مشكلة في الأذن الداخلية وعطب يحدث أحيانا في العصب السمعي. 
أسباب الصمم وضعف السمع
1. الأمراض الوراثية : يزداد خطر إنجاب طفل أصم إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما أصما منذ ولادته.
2. أثناء الحمل والولادة.
الولادة المبتسرة. 
ظروف تمنع الطفل أثناء الولادة من استنشاق كمية كافية من الأكسجين.
إصابة المرأة أثناء الحمل ببعض العدوى   مثل الحصبة الالمانى والزهري وغير ذلك. 
استخدام الأدوية السامة للأذن (مجموعة من الأدوية تضم أكثر من 130 دواء ، مثل المضاد الحيوي "جنتاميسين") أثناء الحمل بطرق غير سليمة. 
الإصابة بالصفراء الذي يمكنه إلحاق ضرر بالعصب السمعي لدى الوليد.
     3 . الأمراض المعدية : مثل التهاب السحائي والحصبة والعدة النكافية والعدوى المزمنة التي تصيب الأذن.  
      4.  الأدوية السامة للأذن : بعض المضادات الحيوية والأدوية المضادة للملا ريا. 
     5.  إصابات الرأس أو الأذن. 
     6. الضوضاء .
     7. أجسام غريبة أو شمع في قناة الأذن الخارجية.
أثار الصمم وضعف السمع 
1- يعاني الأطفال المصابون بضعف السمع من تأخر في تطور ملكتي النطق والحديث والمهارات المعرفية ، مما قد يؤدي إلى عرقلة تقدمهم في الدراسة. 
2- يصعب ضعف السمع على البالغين إمكانيات الحصول على عمل وأدائه والاحتفاظ به.
3- يعاني الأطفال والبالغون على حد سواء من الوصم الاجتماعي والعزلة في كثير من الأحيان جراء إصابتهم بضعف السمع.
4- يؤدى ضعف السمع زيادة الفقر من خلال تعطيل التقدم في المدرسة والعمل ، ووضع المرضى في عزلة اجتماعية. 
5- يمكن أن تفرض التكاليف المرتبطة بتوفير التعليم الخاص وفقدان الوظائف جراء ضعف السمع عبئا اقتصاديا ضخما على البلدان. 
الوقاية من أمراض الصمم وضعف السمع: 
1- تحصين الأطفال ضد أمراض الطفولة بما في ذلك الحصبة والتهاب السحائي والحصبة الالمانى والنكاف. 
2- تحصين النساء اللائي بلغن سن الإنجاب ضد الحصبة الالمانى قبل أن يحملن.
3- تحسين خدمات الرعاية في الفترة التي تسبق الولادة وفترة ما حول الولادة.
4- تلافي استخدام الأدوية السامة للأذن إلا عندما يتم وصفها من قبل طبيب مؤهل  لضمان إعطاء الجرعات الصحيحة.
5- إحالة الرضع المشتبه في إصابتهم باليرقان إلى الطبيب لأغراض التشخيص والعلاج المحتمل.
6- الحد من التعرض للضوضاء المفرطة باستخدام المعدات الشخصية لحماية السمع  ومكافحة الصخب. 
7- ويمكن توقي حالات ضعف السمع التوصيلي من خلال الكشف عنها في المراحل المبكرة والقيام بعد ذلك بالتدخلات الطبية أو الجراحية المناسبة لعلاجها. 
8- والكشف عن حالات ضعف السمع لدى الرضع وصغار الأطفال في مراحل مبكرة والقيام بالتدخلات الواجبة لعلاجها من الأمور التي تسهم في توقي مشاكل النطق والحديث ومصاعب التطور التعليمي. 
9- إتاحة السماعات  الطبية  المناسبة بأسعار معقولة وتعزيز خدمات المتابعة من التدابير التي تخدم مصالح الكثير من المصابين بضعف السمع.



هناك تعليقان (2):

من فضلك اكتب تعليقا مناسبا