بحث

مدونة الدكتور حمدى زكريا الطبية

مرض الذئبة الحمراء

مرض الذئبة الحمراء

حول مرض الذئبة الحمراء

يشيع هذا المرض بين النساء أكثر من الرجال بتسع مرات. وغالبًا ما تتطور أعراض الذئبة في أواخر سن المراهقة وبداية سن الأربعين. وسيكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة إذا كان ينتمي لأصول أفريقية ، أو آسيوية.
تعتبر الذئبة حالة متعلقة بالمناعة الذاتية. يقوم الجسم تلقائيًا بإنتاج خلايا الدم البيضاء والبروتينات التي تسمى بالأجسام المضادة لمحاربة العدوى. ففي حالة الإصابة بالذئبة، يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الأنسجة السليمة عن طريق الخطأ؛ حيث لا يتمكن من التمييز بينها وبين العدوى، مما يسبب الالتهاب.
مرض الذئبة الحمراء

هناك نوعين رئيسيين من الذئبة – المجموعية، والجلدية. تصيب الذئبة المجموعية تقريبًا كل نسيج أو جهاز عضوي من الجسم. بينما تصيب الذئبة الجلدية الجلد فقط (وعادةً ما تصيب الوجه، فروة الرأس واليدين). يُعني هذا المقال بالشكل المجموعي للذئبة الحمراء، والتي يتم الإشارة إليها ب (SLE).

أعراض مرض الذئبة الحمراء

هناك العديد من الأعراض التي تدل على الإصابة بمرض الذئبة الحمراء المجموعية. يشعر أغلب المصابين بالإعياء والتعب وقد يصابون بالحمّى. ومن الأعراض الأخرى الشائعة:
  • آلام المفاصل (الألم المفصلي)، وتورم المفاصل، (التهاب المفاصل)، وبخاصةً في اليدين، والمعصمين والركبتين.
  • ظهور طفح جلدي والذي قد يظهر على الوجه وعادةً ما يتخذ شكل الفراشة.
    أعراض مرض الذئبة الحمراء

    أعراض مرض الذئبة الحمراء
  • تغير الوزن.
  • التحسس من الشمس أو الضوء (حساسية الضوء).
  • سقوط الشعر (الثعلبة).
    أعراض مرض الذئبة الحمراء

    أعراض مرض الذئبة الحمراء
  • التقرحات (على شكل تجمعات) في الفم أو الأنف.
    أعراض مرض الذئبة الحمراء

    أعراض مرض الذئبة الحمراء
تتطور الحالة لدى بعض الأشخاص إلى مشكلات خطيرة، حيث تعيق مرض الذئبة الحمراء الأعضاء الرئيسية من أداء عملها بشكل صحيح. ونذكر أدناه أكثر الأعضاء تعرضًا للإصابة:
  • القلب والرئتين. يتعرض حوالي نصف المصابين بمرض الذئبة الحمراء إلى التهاب النسيج المبطّن للقلب والرئتين. وقد يسبب ذلك آلام حادة في الصدر (والتي تسوء عند التنفس بعمق أو الجلوس إلى الأمام)، كما يُسفر ذلك المرض عن السعال وصعوبة التنفس.
  • الكليتان. يصاب واحد من أصل ثلاثة أشخاص مصابين بمرض الذئبة الحمراء بالتهاب الكلى، ولكن لا ينجم عن ذلك أية مشكلات إضافية. وإنما قد يتطور الأمر لدى بعض الأشخاص إلى شكل أكثر خطورة من مرض الكلى، مما يجعلهم بحاجة إلى الخضوع لمراقبة حالتهم عن كثب.
  • الدماغ والجهاز العصبي. يتعرض واحد من أصل ثلاثة أشخاص من المصابين بمرض الذئبة الحمراء بالصداع النصفي، والذي يتم علاجه بنفس الطريقة التي يُعالج بها الشكل الشائع للمرض. ونادرًا ما تؤدي الذئبة إلى التهاب الأعصاب، مما قد يُسفر عن الشعور بخدر، أو تنميل في الوجه، أو الذراعين، أو الساقين، كما أنه يؤدي إلى تدني القدم (عندما لا يتمكن المريض من رفع الجزء الأمامي من قدمه)، بالإضافة إلى مشكلات في النظر والسمع. قد يتعرض بعض الأشخاص لنوبات (شبيهة بالصرع) أو قد يصابون بأعراض نفسية مثل الاكتئاب، والتشوش، والزَوَر، ولكن يندر حدوث ذلك.
يمكن للذئبة الحمراء أيضًا أن تصيب نخاع العظم، مؤديةً إلى الإصابة بفقر الدم. وينتج عن ذلك الشعور بالإعياء وشحوب لون البشرة.
تتفاوت أعراض مرض الذئبة الحمراء بين الأعراض الخفيفة إلى الأعراض التي تهدد الحياة. بالرغم من أنها قد لا تكون بالضرورة راجعة للإصابة بالذئبة الحمراء، ينبغي مراجعة الطبيب في حال ملاحظة وجود أي من تلك الأعراض.
مضاعفات مرض الذئبة الحمراء
إذا كان الشخص مصابًا بمرض الذئبة الحمراء، فقد يصاب أيضًا بمرض آخر متعلق بالمناعة الذاتية، مثل متلازمة الفوسفولبيد، أو متلازمة شوغرن أو التهاب المفاصل الروماتويدي، حيث تتزامن هذه الحالات أحيانًا مع مرض الذئبة الحمراء.
وفيما يتعلق بالسيدات، تزداد مخاطر إصابتهن بالمضاعفات أثناء فترة الحمل. ويشمل ذلك الإجهاض، وتسمم الحمل، وعدم اكتمال نمو الجنين، والولادة المبكرة، وولادة جنين ميت. فإذا كانت المرأة حامل أو ترغب في الإنجاب، يجب التحدث إلى الطبيب العام أو القابلة حول مدى تأثير هذه المخاطر عليها. في الغالب، ستحتاج المريضة للخضوع لمراقبة طبيب التوليد (طبيب متخصص بالحمل والولادة)، وطبيب الروماتيزم (طبيب متخصص بالحالات التي تصيب العضلات والعظام، وخاصةً المفاصل والأنسجة المحيطة بها).

أسباب مرض الذئبة الحمراء

يعتبر السبب الفعلي للذئبة الحمراء غير معروف حتى الآن. ولكن هناك اعتقاد سائد بأن هذه الحالة متعلقة بمزيج من العوامل البيئية، والجينية، والهرمونية. قد يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بمرض الذئبة الحمراء، أو بتدهور الحالة في الحالات التالية:
  • التعرض لأشعة الشمس.
  • الإصابة بفيروس ابشتاين بار.
  • العمل في مكان يتعرض فيه للسيليكا أوالمبيدات الحشرية، أو الزئبق.
إذا كانت المرأة مصابة بمرض الذئبة الحمراء، فقد ينصحها الطبيب بالامتناع عن تناول حبوب منع الحمل، والتي تحتوي على جرعات زائدة من هرمون الإستروجين، حيث يؤدي ذلك إلى تفاقم الحالة. وإذا كانت تتناول علاج بديل الهرمون (HRT)، فقد يسبب ذلك تدهور الحالة. يجب الحرص على استشارة الطبيب العام قبل تناول أي من تلك الأدوية.
قد تكون الإصابة بالذئبة الحمراء في بعض الأحيان بسبب تناول أدوية معينة مثل المينوسكلين minocycline، والإيزونيازيد isoniazid، وهيدرالازين hydralazine، وبروكايناميد procainamide، وكلوربرومازين chlorpromazine، وسولفاسالازين sulfasalazine، ولوسارتان losartan ، ومضادات الاختلاج anti-convulsants. ولكن عادةً مايكون ذلك أمر مؤقت؛ وهو الأمر الذي يعني توقف الأعراض بمجرد التوقف عن تناول تلك الأدوية.

تشخيص مرض الذئبة الحمراء

سيقوم الطبيب بفحص المريض وسيسأله عن ما طرأ عليه من أعراض. وقد يأخذ الطبيب عينة من الدم للبحث عن الأجسام المضادة. بحسب نتائج اختبار الدم، قد يوجه الطبيب العام المريض لطبيب الروماتيزم.
في أغلب الأحيان يًصعُب تشخيص مرض الذئبة الحمراء، حيث تتشابه أعراضها مع حالات أخرى، أو قد تظهر وتختفي أعراضها. لذلك، ومن ثم سيكون المريض بحاجة لإجراء فحوصات أخرى للتحقق من الأعضاء المصابة. وتشمل هذه الفحوصات:
  • الأشعة السينية.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية. وذلك باستخدام موجات صوتية عالية التردد لإظهار صور للجسم من الداخل.
  • التصوير المقطعي (بواسطة الكمبيوتر). ويتم ذلك باستخدام الأشعة السينية لبناء صور ثلاثية الأبعاد للجسم من الداخل.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي، والذي يتم باستخدام المغناطيس والموجات اللاسلكية لإنتاج صور ثنائية وثلاثية الأبعاد للجسم من الداخل.

علاج مرض الذئبة الحمراء

يستطيع أغلب الأشخاص السيطرة على الحالة من خلال معايير المساعدة الذاتية والأدوية. بالرغم من أنه لا يمكن علاج مرض الذئبة الحمراء، يُمكن الحد منها وتحسينها (تخفيفها). سيدل طبيب الروماتيزم المريض على العلاج المناسب.

المساعدة الذاتية


للمساعدة على الحد من أعراض مرض الذئبة الحمراء، ينبغي اتباع الآتي:
  • الامتناع عن حمّامات الشمس.
  • استخدام واقي من الشمس أو حاجز للشمس ذو فعالية عالية (بعامل 25 أو أكثر)، والحرص على ارتداء قبعة وملابس لحماية البشرة من التعرض للشمس قدر المستطاع.
  • القيام ببعض التمارين الرياضية ضعيفة التأثير مثل المشي والسباحة، ولكن ينبغي الحرص على الاستراحة عند الحاجة لذلك.

الأدوية

الأدوية اللاسيترويدية المضادة للالتهاب NSAIDsإذا كان المريض يعاني من ألم في العضلات والمفاصل، يمكنه تناول الأدوية اللاسيترويدية المضادة للالتهاب اللاوصفية الإيبوبرفين. ولكن لا يوصى بتناول تلك الأدوية على المدى الطويل، حيث ينشأ عن ذلك احتمالات الإصابة بمضاعفات مثل قرحة المعدة، وارتفاع ضغط الدم، ومشكلات متعلقة بالكلى. كما أن الأدوية اللاسيترويدية المضادة للإلتهاب قد تُسفر عن تقليل الخصوبة لدى السيدات، ولكن يبطل ذلك بمجرد التوقف عن المعالجة. يجب الحرص دائمًا على قراءة النشرة الطبية المرفقة بالدواء، وإذا كانت هناك أية استفسارات، ينبغي استشارة الصيدلي.
الأدوية المضادة للملاريا Antimalarials
قد يصف طبيب الروماتيزم أدوية مضادة للملاريا، مثل الهيدروكسي كلوروكوين، أو الكلوروكوين، بهدف المساعدة في تخفيف الأعراض مثل ألم المفاصل، والإعياء، والطفح الجلدي. وتشمل الأعراض الجانبية لتلك الأدوية اضطرابات بالمعدة، والأمعاء، والصداع. حيث قد تؤدي هذه العقاقير إلى إمكانية حدوث مشكلات متعلقة بالعين، لذا ستكون هناك حاجة للقيام بفحوصات منتظمة للعين مع أخصائي بصري أو طبيب عيون (طيب متخصص بصحة العين، بما فيها جراحات العين).

السترويدات ومثبطات المناعة Steroids and Immunosuppressants

بالنسبة للأعراض الخفيفة مثل الطفح الجلدي، فقد يصف الطبيب دهان سترويدي. أما إذا كانت الأعراض أكثر خطورة - مثل التهاب بطانة القلب أو الرئتين - فسيصف الطبيب أقراص سترويد. وقد يحتاج المريض لتناول جرعات أكبر من السترويد إذا كان مصابًا بالتهاب الكلى أو فقر دم حاد. ومن الآثار الجانبية المحتملة، زيادة الوزن وضعف العضلات.
إذا كان المريض بحاجة لتناول السترويد، فسيتم إعطاؤه أدوية مثبطة للمناعة في الوقت نفسه. تعمل هذه الأدوية على إيقاف الجهاز المناعي لمنعه من مهاجمة أنسجة الجسم؛ كما أنها تقي من مضاعفات استخدام السترويد على المدى الطويل مثل هشاشة العظام. سيحتاج المريض لإجراء فحوصات منتظمة للدم لمراقبة وظائف الكبد والكلى.
ربما يوصي الطبيب أيضًا بأخذ لقاحات الانفلونزا، والانفلونزا المستدمية من النوع "ب"، والمكورة الرئوية (والتي تسبب الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا). سيساعد ذلك على تقليل احتمال الإصابة بتلك الكائنات الحية المسببة للعدوى.
المراجع:
http://www.bupa.co.uk/individuals/health-information/directory/s/lupus



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من فضلك اكتب تعليقا مناسبا